قال ارسطو ومن بعد ما ذكر من انواع الفلسفة وجدت فلسفة افلاطون وكانت تتبع تلك فى الكثرة واما فى الاحاد فكانت فلسفته فيها بحسب راى الاىطاليين وكان اول ما حدث بعد ديمقراطيس اراء الهرقليين فى ان سائر الموجودات دائمة السيلان وانه ليس فيها علم وهذه الاراء فعلى هذا اخذها باخرة فاما سقراط فانما تكلم فى الاخلاقيات ولم يتكلم بشىء فى الطبيعة الكلية فاما فى اليونانى نقص او بياض التفسير يقول ومن بعد ما وجدت هذه الانواع من الفلسفة وجدت فلسفة افلاطون يعنى بعد فلسفة اصحاب الاعداد وهم ال فيثاغورش وبالجملة الذين جعلوا التعاليم مبدا الامور الموجودة وبعد فلسفة الطبيعيين وهم ال انكساغورش وال ابن دقليس وال ذيمقراطيس وقوله فى فلسفة افلاطون انها كانت تتبع هذه فى الكثرة يعنى ان افلاطون يتبع فى اكثر ارائه فى الموجودات مذهب اصحاب الاعداد يعنى الفيثاغوريين ومن يقرب منهم وفى الاقل اهل اىطالىا وهى التى تعرف اليوم ببلاد الافرنج وهناك والله اعلم كان الطبيعيون الاول انكساغورش واله وابن دقليس واله وذيمقراطيس واله وانما قال ان افلاطون يتبع فى اكثر فلسفته الذين جعلوا التعاليم اسباب الامور المحسوسة او الامور المحسوسة باعيانها لان افلاطون كان يقول بالصور ويعتقد ان طبيعة الصور وطبيعة العدد واحد على ما سنبين فى مقالات الجوهر من هذا العلم وكان يعتقد ان الاسطقسات الاربعة مركبة من السطوح المتساوية الاضلاع والزوايا وهى الاجسام الخمسة المذكورة فى اخر كتاب اوقليدس وانما تبع الطبيعيين فى قوله بالهيولى الاولى وفى قوله بالاسطقسات الاربعة الاول اعنى ان منها تركبت جميع المركبات المحسوسة وقوله وكان اول ما حدث بعد فلان يعنى رجلا من اصحاب العلم الطبيعى ˺اراء الهرقليين˹ وهم الذين شكوا على جميع من كان يتعاطى الفلسفة فى ذلك الوقت فقالوا انه ليس هاهنا علم لان العلم ضرورى ودائم وليس هاهنا شىء يتعلق به العلم الا المحسوسات وهى فى تغير دائم واذا كان المعلوم فى تغير دائم فالعلم به فى تغير دائم والعلم المتغير ليس علما فليس هاهنا اذا علم ثم قال وهذه الاراء فعلى هذا اخذها باخرة يريد فهذه الاراء التى ذكرناها هى التى انتهى اليها الناظرون فى الفلسفة يعنى الى زمانه ولما لم يجر ذكرا لسقراط وكان من مشاهير الحكماء قال فاما سقراط فانما تكلم فى الخلقيات ولم يتكلم بشىء فى الطبيعة الكلية يريد انه اول من تكلم فى الفلسفة الخلقية ولم يزد شيئا على ما ذكره من تقدمه فى الفلسفة العلمية
[6] Textus/Commentum
صفحه ۶۵