679

شرح الكوكب المنير

شرح الكوكب المنير

ویرایشگر

محمد الزحيلي ونزيه حماد

ناشر

مكتبة العبيكان

ویراست

الطبعة الثانية ١٤١٨ هـ

سال انتشار

١٩٩٧ مـ

وَلِذَلِكَ نُسِبَ إلَى الْجِبِلَّةِ١. وَهِيَ الْخِلْقَةِ، لَكِنْ لَوْ تَأَسَّى بِهِ مُتَأَسٍّ ٢فَلا بَأْسَ٩، كَمَا فَعَلَ ابْنُ عُمَرَ٣ ﵄. فَإِنَّهُ كَانَ إذَا حَجَّ يَجُرُّ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ حَتَّى يُبْرِكَهَا٤ حَيْثُ بَرَكَتْ نَاقَتُهُ ﷺ تَبَرُّكًا بِآثَارِهِ٥، وَإِنْ تَرَكَهُ لا رَغْبَةً عَنْهُ، وَلا اسْتِكْبَارًا فَلا بَأْسَ.
وَنَقَلَ ابْنُ الْبَاقِلاَّنِيِّ وَالْغَزَالِيُّ قَوْلًا: أَنَّهُ يُنْدَبُ التَّأَسِّي بِهِ٦. وَنَقَلَ أَبُو إِسْحَاقَ الإسْفَرايِينِيّ وَجْهَيْنِ.
أَحَدُهُمَا: هَذَا وَعَزَاهُ لأَكْثَرِ الْمُحَدِّثِينَ.
وَالثَّانِي: لا يُتَّبَعُ فِيهِ أَصْلًا. فَتَصِيرُ الأَقْوَالُ ثَلاثَةً: مَنْدُوبٌ وَمُبَاحٌ وَمُمْتَنِعٌ.

١ في ز: الجبلية.
٢ ساقطة من ش.
٣ هو الصحابي عبد الله بن عمر بن الخطاب ﵄، القرشي العدوي المدني الزاهد، أبو عبد الرحمن. أسلم مع أبيه قبل بلوغه، وهاجر قبل أبيه، ولم يشهد بدرًا لصغره. وقيل شهد أحدًا، وقيل لم يشهدها، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد مع رسول الله ﷺ. وشهد غزوة مؤتة واليرموك وفتح مصر وأفريقيا. وكان شديد الاتباع لآثار رسول الله ﷺ، مع الزهد. وهو أحد الستة المكثرين من الرواية. ومناقبه كثيرة. توفي بمكة سنة ٧٣ هـ، وقيل غير ذلك.
انظر ترجمته في "الإصابة ٢/ ٣٤٧، الاستيعاب ٢/ ٣٤١، تهذيب الأسماء ١/ ٢٧٨، حلية الأولياء ١/ ٢٩٢، ٢/ ٧، طبقات الفقهاء ص ٤٩، تذكرة الحفاظ ١/ ٣٧، طبقات القراء ١/ ٤٣٧، نكت الهميان ص ١٨٣، طبقات الحفاظ ص ٩".
٤ في ز ض ب: يركبها. وكذا في ع. لكنها صححت في الهامش.
٥ انظر: الموطأ ١/ ٣٣٣.
٦ أيد هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: دلالة أفعاله العادية على الاستحباب أصلًا وصفة. "المسودة ص ١٩١". وجزم الزركشي الشافعي أيضًا بالقول بالندب لاستحباب التأسي به. "انظر: البناني على جمع الجوامع ٢/ ٩٧، نهاية السول ٢/ ٢٤٠، الإحكام للآمدي ١/ ١٧٣، المنخول ص ٢٢٦، غاية الوصول ص ٩٢، إرشاد الفحول ص ٣٥".

2 / 179