شرح فصول ابقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرها
التفسير:هذا الفصل PageVW5P006A يتضمن الأصل الثاني من الدستور الذي بحسبه يستعمل التدبير اللطيف في الأمراض الحادة، وهو قوة المريض. وذلك أن الغذاء إنما يراد لبقاء القوة لا لدفع المرض. فمتى علم أنها تبقى إلى المنتهى PageVW0P004A من دون الغذاء، لم يعط العليل منه شيئا. وإلا، فبحسب ما يحتاج إليه يطلق له منه. ولهذا قد يغذى في وقت المنتهى لعارض يحل القوة. وإنما يعلم أن القوة تبقى إلى المنتهى * أم (113) لا بثلاثة أشياء. أحدها مقدار قوة المريض. ويعلم ذلك * بقوة (114) النبض وصحة الذهن والهشاشة إلى * الطعام (115) . والثاني قوة المرض. ويعلم ذلك من قوة الأعراض * المتقومة (116) له * من (117) اسقلال العليل بالعلة. والثالث مدة المرض. ويعلم ذلك بما سنقوله في الفصل الذي أوله أنه يدل على نوائب المرض. وإذا كان أمر القوة يعتبر بهذه الثلاثة المعاني، فمن البين أن القوة متى كانت من التوفر بحيث تقاوم المرض وتبقى إلى المنتهى * آل (118) الأمر إلى السلامة لا محالة. * فإن (119) كانت القوة متوفرة إلا أن * بالمدة (120) من الطول ما لا يمكن أن تبقى إلى المنتهى أو كانت المدة قصيرة إلا أن بالمرض من القوة ما لا يستقل بمقاومته، أوكانت المدة قصيرة والمرض غير قوي، إلا أن بالقوة من العجز ما لا يقاوم أو لا تبقى إلى المنتهى، * آل (121) الأمر إلى PageVW0P004B الهلاك. وقد شبه القدماء قوة المريض بالحمال، وقوة المرض بالثقل الذي يحمله، ومدة المرض بالمسافة التي يسلكهما حاملا * للثقل (122) . ومن البين أن وقوة الحمال * متى (123) كانت من التوفر بحيث يستقل بالحمل طول المسافة، بلغ المقصد. * وإن (124) كانت القوة ضعيفة، أو الحمل أثقل * مما (125) تستقل به القوة، أو المسافة أكثر من أن يقدر على قطعها، كان الأمر بالضد.
8
[aphorism]
قال أبقراط:والذين يأتي منتهى مرضهم بديا، فينبغي أن يدبروا بالتدبير اللطيف بديا. والذين يتأخر منتهى مرضهم، فينبغي أن يجعل تدبيرهم في ابتداء مرضهم أغلظ، ثم ينقص من غلظه قليلا قليلا، كلما قرب منتهى المرض وفي وقت منتهاه بمقدار ما تبقى قوة المريض عليه. وينبغي أن يمنع من الغذاء في * وقت (126) منتهى المرض. فإن الزيادة فيه مضره.
[commentary]
التفسير: هذا الفصل وإن كان يتضمن ما مضى له في الفصل المتقدم الذي أوله إذا كان المرض حادا جدا، فإنا نؤيده بفضل شرح. وهو أن منتهى المرض إذا كان يأتي PageVW0P005A في الأيام الأول، * فاستعمال (127) التدبير اللطيف في الغاية واجب، إذ لا مانع من ذلك مع توفر القوة وسرعة مجيء المنتهى. ومتى فعل بخلاف هذا، تضاعف المرض PageVW5P006B بالزيادة في مادته، وكانت الحرارة الغريزية برطوبات الغذاء بهضم الغذاء واشتغلت القوة بهضم الغذاء عن نضج العلة. وأهون ما يتبع جميع ذلك أن يمتد المرض أكثر ويتأخر المنتهى. وأما إذا كان المنتهى يتأخر في المرض الحاد، فينبغي أن يجعل التدبير في ابتداء المرض أغلظ قليلا ليمنع ضعف القوة أو سقوطها في الابتداء، ولا تكتسب مادة العلة حدة ولذعا ورداءة كيفية، فيصير أعسر قبولا للنضج، وأشد تهيجا وأقوى أذى للطبيعة. ولأن الحرارة الغريزية تكتسب * حدة (128) ودخانية، فإذا جرى أمر التدبير على ما ينبغي، جاء الانتهاء والقوة قوية، يمكن معمها استعمال التدبير اللطيف في الغاية، فتنفرد الطبيعة بالعمل في العلة وحدها وهي قوية ذكية والعلة غير مكتسبة رداءة * في (129) الكيفية PageVW0P005B ، فيجري الأمر في ذلك على غاية الصواب. وأما إذا فعل بخلاف ذلك واستعمل التدبير اللطيف في المرض الحاد الذي يتأخر منتهاه، انحزلت القوة أولا وضعفت وصارت الحرارة الغزيرية إلى الحرافة والنارية واكتسب المرض رداءة كيفية. * فإذا (130) كان المنتهى وأطعم العليل فيه، شغلت القوة بنضج الغذاء عن دفع العلة، وصارت الحرارة بفضل رطوبات الغذاء خاملة خالدة كليلة في أمس وقت احتيج فيه أن تكون مشتغلة ذكية * وازداد (131) المرض مادة، فيضطرب الأمر ويفسد النظام.
9
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان للحمى أدوار، فامنع من الغذاء في أوقات نوائبها، * فإن الزيادة فيه مضرة (132) .
[commentary]
صفحه نامشخص