شرح فصول ابقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرها
قال أبقراط: الحار مقيح لكن ليس في كل قرحة وذلك من أعظم العلامات دلالة على الثقة والأمن، ويلين الجلد ويرققه PageVW0P132B ويسكن الوجع ويكسر * عادية (128) النافض والتشنج والتمدد * ويحل (129) الثقل العارض في الرأس، وهو من أوفق الأشياء لكسر العظام وخاصة للمعرى منها * من اللحم ومن العظام خاصة (130) * لعظام (131) الرأس ولكل ما أماته البرد أو أقرحه وللقروح التي تسعي وتتأكل وللمقعدة والرحم والمثانة فالحار لأصحاب هذه العلل نافع شاف والبارد لهمم ضار قاتل.
[commentary]
التفسير: عنى بالحار الحار المعتدل من كل شيء. وذلك أن الحار الذي يقيح هو الذي لا يتجاوز حرارة البدن لأن التقيح نضج ما والنضج يتم بالحار الغريزي. ولهذا لو أمكن أن يلزم الموضع الذي يراد تقييحه عضو حار من بدن صاحبه، كان ذلك من * أبلغ (132) الأشياء في تقييحه. ولذلك احتيج أن يكون المقيح مغريا * لتحقن (133) الحار في الموضع الذي يرام تقييحه، إلا أن ليس كل قرحة أو ورم فإن شأنه أن يتقيح أو يتأتى أن يستعمل فيه المقيح * فإن (134) الأورام السرطانية لا تتقيح أصلا، ولذلك ينبغي أن لا * تداوي (135) به لئلا تتقرح. * وكذلك (136) القروح المتعفنة فإنها PageVW0P133A تزداد بالضماد المقيح والماء الحار عفونة لكن يستعمل فيها القوية القبض كأقراص اندرت بالخل * الثقيف (137) وسائر ما يمنع العفن من الأدوية المحرقة والكي إن اضطر إليه. وكذلك الأورام التي تتجلب إليها * فضول حارة (138) فإن المفتح يرخيها ويكثر التجلب إليها وهي تحتاج إلى الفصد وإخراج الصفراء وتبريد المزاج. وهذه الأشياء تضر بالمزمعة بالتقيح لأنها تبلد النضج وتؤخره، وبمثله الحال في القروح الخبيثة التي لا تقبل الاندمال فإن في الكثير منها يحتاج أن يشرط ما حواليها من اللحم ويحجم. وكذلك الأورام الخبيثة التي لا تميل إلى النضج، وهذه تكون قليلة الثقل شديدة الحرارة والوخز دون الضربان. وربما ظهر على البعض منها نفاخات وبثور واخضرار PageVW5P055A واسوداد، وربما سكن الوجع من غير لين الورم، فجميع هذا ينذر بأن الورم لا يجمع. * ولذلك (139) لا ينبغي أن يقرب منها الحار المقيح بل يحتاج في كل ضرب منها إلى استعمال ضرب من * التدابير PageVW0P133B التي (140) ذكرناها. وهكذا الحال في القروح التي يحدث بسببها التشنج فإنها مما لا يتقيح. فإن استعمال الحار المنضج فيها، أداها إلى التعفن والفساد. فأما التي شأنها أن تتقيح فإن تقيحها من أعظم العلامات دالة على الأمن لأن * ما (141) شأنه أن يجمع فإن برأه يتم بالنضج. وأما تسكين الوجع فلأن الحار المعتدل الحرارة * يزيل (142) ما في العضو من الحال الخارجة عن * الطبيعة (143) ويرده إلى الحال الطبيعية. وذلك أنه يلين ما قد صلب منه ويلطف ما غلظ وينضج ما يحتاج فيه إلى النضج يحلل ما هو محتقن فيه ويزيل * أدنى (144) جمود إن وجد له ويعدل ما فيه من المزاج المختلف. وأما تسكينه النافض فلأنه يبسط الحار في البدن. وأما تليين ما صلب من الجلد وترقيق ما غلظ فلأنه يحل ويذيب ويلطف من غير عنف وأذى. ولذلك يكسر من عادته التشنج والتمدد * إذا (145) كان يفعل ضد ما يفعله البرد من توليدها. وإنما يحل الثقل العارض في الرأس بتحليله ما يؤذيه مما هو محتقن PageVW0P134A فيه. وإنما صار ينفع العظام لبردها وعدمها الدم سيما ما كان منها معري من اللحم فإنها تكون أزيد بردا مثل عظام الرأس فإن الحار مع ما ينفعها للسببين ينفع الدماغ كما عرفت. ولهذا صار ينفع الأعضاء العصبية الباردة كالمقعدة والرحم والمثانة فإن البرد يضر هذه الآلات لبرد أمزجتها ثم البرودة ربما تتعدى من هذه الآلات إلى غيرها فإنها ربما تصير من المقعدة إلى * الأمعاء (146) فتهيج فيها القولنج ومن الإحليل إلى الكلى * فتضرهما (147) وتصير إلى الرحم فتجعلها عاقرا. فالحار ينفع هذه كلها وينفع كل ما أضر به البرد بالمضاد.ة وعنى بما أقرحه البرد الفسوخ * والمشققات (148) العارضة في الأطراف في * إبان (149) الشتاء. وعنى بالقروح التي تسعى وتذب النملة وما شاكلها. ولم يعن بنفعه لها أنه يشفيها بل أن لا * يهيجها (150) عند غسلها وتنظيفها كما يهيجها البرد لأنه يلذعها.
23
[aphorism]
قال أبقراط: فأما البارد فإنما ينبغي أن يستعمله في هذه المواضع أعني في المواضع PageVW0P134B التي يجري منها الدم أو هو مزمع بأن يجري منها، وليس ينبغي أن يستعمل في نفس الموضع الذي يجري * منه (151) لكن حوله من حيث يجيء، وفيما كان من الأورام الحارة والتلكع مائلا إلى الحمرة ولون الدم الطري لأنه إن استعمل فيما قد عتق فيه الدم سوده وفي الورم الذي يسمى الحمرة إذا لم يكن معه قرحة لأن ما كانت منه معه قرحة فهو يضره.
[commentary]
PageVW5P055B التفسير: المواضع التي يجري منها الدم إذا برد ما حولها أو المواضع التي تجيء منها فإنه يغلظ الدم ويكثف المجاري فتتبلد جريته إليها. * فأما (152) نفس الموضع فتضره الأشياء الباردة بسبب القرحة كما فهمت. وبمثله المواضع التي قد احمرت بلون الدم الطري المشرق فإن هذه المواضع إنما تصير بهذا اللون بسبب كيفية الدم لا بسبب كميته. وإذا بردت، انتفعت به على سبيل المداواة وتبديل المزاج وفي أن لا يقبل بعده ما يجيء إليها. وعني بالتكلع * أثر (153) المواضع التي * كانت (154) النار قد كوتها أو * الأخلاط (155) المحترقة أحرقها. PageVW0P135A * فأما إذا (156) عتق فيها الدم وزال إشراقه فإن تبريده يغلظ * ما (157) صار * إليها (158) من الدم ويكثفه ويجعله إلى * الكمودة (159) والسواد. وفي هذا تنبيه على أن الأورام بأخرة تحتاج إلى ما يحلل لا إلى ما يحقن. وأما الورم المسمى حمرة فإن تبريده ينفع على سبيل المداواة بالضد إلا أن يكون معه قرحة، فإن تبريده حينئذ يكون مستثنى لئلا يجلب الوجع إليه مادة.
24
[aphorism]
صفحه نامشخص