شرح فصول أبقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرها
الشرح (300): ههنا لما أراد أبقراط نقل الكلام من قوانين التغذية إلى قوانين الاستفراغ ذكر فصلا مشتملا على شيء منهما، كما فعل أولا عند انتقاله من الكلام في الاستفراغ إلى الكلام في التغذية. والغذاء يمنع في أوقات نوائب الحميات ذوات الأدوار لما تقدم، وكذلك الدواء المسهل وما أشبهه (301)، لئلا يجتمع تحريك المرض وتحريك الدواء وإضعافهما معا وتسخينهما معا؛ فلذلك قال: "لا ينبغي في أوقاتها أن يعطى المريض شيئا" أي شيئا من الغذاء والمحركات القوية، وأما المبردات ومسكنات الصداع وما أشبههما فلابد منها وهي حينئذ أولى. وكان PageVW1P014B ينبغي أن يقول: "وينبغي أن لا يعطى المريض" لكن عبارته في العرف تفيد هذا PageVW0P024B المعنى. قوله: "أو يضطر (302)" معناه إلا أن يضطر (303) إلى شيء من ذلك، PageVW2P026A فحينئذ تجب التغذية (304)، ولو وقت البحران. قوله: "لكن ينبغي أن ينقص من الزيادات من قبل أوقات الانفصال" الزيادة (305) هي المواد الزائدة، وأوقات الانفصال فهم (306) منها أوقات الانفصال من النوبة، وهذا ليس بصحيح وإلا كان ذلك أمرا باستعمال المستفرغ في أوقات النوائب. وفهم (307) منها أوقات الانفصال من المرض، وذلك هو وقت البحران، وهذا هو الصحيح، فإن المواد ينبغي أن تقلل قبل البحران لتقل الكلفة على الطبيعة بدفعها.
[aphorism]
قال أبقراط (308): الأبدان التي يأتيها أو قد أتاها بحران (309) على الكمال لا ينبغي أن تحرك (310) ولا أن يحدث فيها حادث، لا بدواء مسهل ولا بغيره من التهيج، لكن تترك.
[commentary]
الشرح (311): البحران في لغة اليونان هو الفصل في الخطاب، PageVW0P025A ونقله (312) الأطباء إلى الانفصال الواقع بين الطبيعة والمرض، ورسموه بأنه تغير عظيم يحدث في المرض إما إلى صحة أو إلى عطب (313). وهذا الانفصال تارة يكون بأن تقهر الطبيعة المرض وتدفعه PageVW2P026B بالتمام وهو البحران الكامل، وتارة بأن تقهره قهرا يتمكن به من قهره بالتمام ببحران آخر وهو البحران الناقص، وتارة بأن (314) تدفعه عن القلب والأعضاء الشريفة إلى بعض الأطراف وهو بحران الانتقال، وتارة بأن يستولي المرض فيفسد البدن بذلك البحران أو ببحران آخر يكون هذا مهيئا له وهو البحران الرديء. والبحران التام (315) ما ينقضي به المرض سواء كان باستفراغ أو بانتقال. قوله: "ولا ينبغي أن يحرك" يريد: ينبغي أن لا يحرك. والتحريك نقل مادة المرض من موضع إلى آخر، كالجذب [L4 15a] بالمحاجم. ويعني بالتهيج: مثل القيء (316) والترعيف والإدرار والتعريق. وإنما ينبغي أن لا يفعل شيء من هذا مع البحران PageVW0P025B الكامل، لأن البدن ينقى من مادة المرض بدفع الطبيعة في ذلك البحران، فلا حاجة إلى تحريكنا (317). ولأن استفراغنا إن وقع موافقا لاستفراغ الطبيعة أفرط وأضعف المريض، وإن وقع مخالفا له شوش فعل الطبيعة، وربما أخر (318) البحران، ولا PageVW2P027A حاجة إلى شيء من ذلك قبل هذا البحران أيضا؛ لأن دفعه كاف (319).
[aphorism]
قال أبقراط (320): الأشياء التي ينبغي أن تستفرغ، يجب أن تستفرغ من المواضع التي هي إليها أميل، وبالأعضاء التي تصلح لاستفراغها.
[commentary]
صفحه نامشخص