[commentary]
قال عبد اللطيف: الوجع قد يطلق على المرئي بالبصر وهو الأثر، وتارة يطلق على ما يؤلم ويقلق، وتارة يطلق على السبب الفاعل لذلك، وها هنا إنما يراد به ما يقلق ويؤلم، كمن به الورم المسمى حمرة، والجروح والشدخ، والفسخ، وما أشبه ذلك؛ فإن كان بالمريض واحدة من هذه الأشياء فكان لا يحس به ففهمه مختل، PageVW1P023A ولا فرق هنا بين أن يقال ذهن أو عقل أو فهم أو فكر.
[فصل رقم 32]
[aphorism]
قال أبقراط: الأبدان التي تهزل في زمان طويل، فينبغي أن تكون إعادتها بالتغذية إلى الخصب بتمهل، والأبدان التي ضمرت في زمان يسير، ففي زمان يسير ترجع إلى الخصب.
[commentary]
قال عبد اللطيف: أما الأبدان التي ضمرت في زمان طويل فقد ذابت منها الأعضاء الأصلية الجامدة والتي بها الهضم والتغذية وسائر الأفعال الطبيعية وتصريف الغذاء (23). وأما الأبدان التي ضمرت في زمان يسير فإنما ذاب منها الشحم واللحم والرطوبات المتصلة. فأما الأعضاء (24) الأصلية الجامدة باقية على حالها من القوة، فلذلك صار خصب الصنف (25) الأول في زمان طويل وبتمهل، وصار خصب الصنف الثاني بسرعة. وأيضا فإن من ضعفت أعضاؤه الأصلية التي بها (26) الهضم وسائر الأفعال المحمودة وضعفت حرارتها الغريزية لم يمكن أن يحمل عليها من الغذا مقدار ما يحتاج إليه البدن، PageVW0P 25B بل يعطى قليلا قليلا وعلى تدريج. فأما البدن الذي هزل لحمه وشحمه فقط فإنه يمكننا أن نحمل على آلات الغذاء مقدار ما يحتاج إليه البدن لأن آلات الهضم قوية سالمة، ولذلك مثال من المصباح فإنه إن قل الزيت مع بقاء قوة النور أمكن أن يعاد إلى حاله بأن يزاد عليه الزيت دفعة، فأما متى وصل الضعف إلى نور السراج فقل نورها ثم جعل عليها الزيت دفعة لم يؤمن أن ينطفئ PageVW2P027B رأسا، وإنما ينبغي أن يغذى به قليلا قليلا وبتمهل وعلى تدريج.
[فصل رقم 33]
[aphorism]
قال أبقراط: الناقه (27) من المرض، إذا كان ينال من PageVW3P031A الغذاء وليس يقوى به، فذلك يدل على أنه يحمل على بدنه منه أكثر مما يحتمل. وإذا كان ذلك وهو لا ينال منه، دل على أن بدنه يحتاج إلى استفراغ.
صفحه نامشخص