قال المفسر: قال جالينوس: [[9b]] الأشياء التي ينبغي (346) أن تستفرغ هي الأخلاط المولدة للأمراض التي أتى فيها البحران غير تام، والمواضع التي تصلح للاستفراغ هي الأمعاء والمعدة والمثانة والرحم والجلد، ومع هذا أيضا اللهوات (347) والمنخرين إذا كنا نريد استفراغ (348) الدماغ، فينبغي للطبيب أن يتفقد ويتعرف (349) ميل الطبيعة، فإن وجد ميلها نحو ناحية (350) تصلح (351) لاستفراغ (352) ما يستفرغه أعد لها (353) ما تحتاج إليه (354) وعاونها، وإن رأى الأمر على ضد ذلك ورأى حركتها حركة (355) ضارة، منعها ونقلها وجذبها إلى ضد الناحية التي مالت نحوها (356)، وأضرب (357) لك في ذلك مثلا: B إذا كانت في الكبد كيموسات قد أحدثت مرضا، فالنواحي التي (358) تصلح أن تميل إليها ناحيتان (359): إحداهما (360): ناحية المعدة، فإذا (361) كان الميل لتلك الناحية فالاستفراغ بالإسهال أجود من أن يكون بالقيء. والناحية الأخرى: ناحية الكلى والمثانة. فأما ميل تلك الكيموسات إلى ناحية الصدر والرئة والقلب فليس بجيد.
(٢٢)
[aphorism]
قال أبقراط: إنما ينبغي لك أن تستعمل * الدواء والتحريك بعد أن ينضج (362) المرض، فأما ما دام نيئا وفي أول المرض (363)، فلا ينبغي أن تستعمل ذلك، إلا أن يكون المرض مهيجا وليس (364)، يكاد في أكثر الأمر أن يكون (365) المرض مهيجا (366).
[commentary]
قال المفسر: قوله: "الدواء" يريد به المسهل، والمرض المهتاج هو الذي تكون الكيموسات أقلقت المريض (367) وآذته بحرارة تكون لها قوية، وسيلان من عضو إلى عضو في ابتداء المرض، فتكربه وتحدث له قلقا ولا تدعه يستقر، لكنها تتحرك وتسيل من عضو إلى عضو وهذا أقل (368) ما يكون. وأما في أكثر الأمر فتكون الكيموسات ساكنة ثابتة في عضو واحد، وفي ذلك العضو يكون (369) نضجها في مدة زمان المرض كله إلى أن ينقضي (370).
(٢٣)
[aphorism]
قال أبقراط: [[10a]] ليس ينبغي أن يستدل على * المقدار الذي يجب أن يستفرغ من (371) البدن من كثرته، لكنه ينبغي أن يستغنم (372) الاستفراغ، ما دام الشيء الذي ينبغي أن يستفرغ هو الذي يستفرغ والمريض محتمل له بسهولة وخفة، وحيث ينبغي فليكن (373) الاستفراغ حتي يعرض الغشي، وإنما ينبغي أن يفعل ذلك متى كان (374) المريض محتملا (375) له.
[commentary]
صفحه ۲۶