***95]
وأنت إذا كنت ذا قلب متنور بالأنوار الإلهية وذا روح مستضيء بالأشعة الروحانية، وأضاء زيت قلبك ولو لم تمسسه نار التعاليم الخارجيه، وكنت مستكفيا بالنور الباطني الذي يسعى بين يدك لانكشف لك سر الكتاب الإلهي بشرط الطهارة اللازمة فى مس الكتاب الإلهي، وغاية تكلمه تعالى وإن مراتب الوجود وعوالم الغيب والشهود كلام الهى خارج بالهواء الذى هو المرتبة العمائية عن مرتبة الهوية الغيبية نازل عن السماء الإلهية للحب الذاتي على إظهار كماله والتجلي بأسمائه وصفاته لكي عرف شأنه.
كما في الحديث: كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف. وعن علي عليه الصلوة والسلام: لقد تجلى لعباده في كلامه ولكن لايبصرون. وعنه عليه السلام: إنما يقول لما أراد كونه كن فيكون لابصوت يقرع ولا بنداء يسمع وإنما كلامه سبحانه فعله.
وقال أهل المعرفة: تكلمه عبارة عن تجلي الحق الحاصل من تعلق الإرادة والقدرة لإظهار ما في الغيب وإيجاده.
بشارة
قال صدر الحكماء المتألهين وشيخ العرفاء الكاملين في الأسفار: إعلم أيها المسكين، أن هذا القرآن أنزل من الحق إلى الخلق مع ألف حجاب لأجل ضعفاء عيون القلوب وأخافيش أبصار البصائر، فلو فرض أن باء بسم الله مع عظمته التي كانت له في اللوح نزل إلى العرش لذاب واضمحل، فكيف إلى السماء الدنيا. وفي قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله}(الحشر:21) إشارة إلى هذا المعنى انتهى ما أردنا من كلامه رفع الله علو مقامه. وهذا الكلام صادر عن معدن والمعرفه مأخوذ عن مشكوة الوحي والنبوة.
وأنا أقول: إن الكتاب التكويني الإلهي والقرآن الناطق الرباني أيضا نازل من عالم الغيب والخزينة المكنونة الإلهية مع سبعين ألف حجاب لحمل هذا الكتاب التدويني الإلهي وخلاص النفوس المنكوسة المسجونة عن سجن الطبيعة وهداية غرباء هذه الديار الموحشة إلى أوطانها، وإلا فإن تجلي هذا الكتاب المقدس والمكتوب السبحاني الأقدس بإشارة من إشاراته وتغمز من غمزاته برفع بعض الحجب النورية على السموات والأرضين لأحرقت أركانها أو على الملائكة المقربين لاندكت إنياتها. ونعم ماقيل:
احمد اربكشايد آن بر جليل ......تا ابد مدهوش ماند جبرئيل ***96]
صفحه ۹۷