شرح ديوان المتنبي
شرح ديوان المتنبي
ژانرها
وقال ابن قانع: توفي عبدان الأهوازي سنة سبع وثلاثمائة بعسكر مكرم رحمه الله تعالى؛ والتنيسي بكسر التاء المثناة من فوقها وكسر النون المشددة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها سين مهملة نسبة إلى تنيس مدينة بديار مصر بالقرب من دمياط.
الخطيب التبريزي
هو أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيباني التبريزي المعروف بالخطيب، قال ابن خلكان: كانت له معرفة تامة بالأدب، من النحو واللغة وغيرهما، قرأ على الشيخ أبي العلاء المعري، وأبي القاسم عبد الله بن علي الرقي، وأبي محمد الدهان اللغوي ... وغيرهم من أهل الأدب، وسمع الحديث بمدينة صور من الفقيه أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي، ومن أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الله بن يوسف الدلال الساوي البغدادي، وأبي القاسم عبد الله بن علي ... وغيرهم، وروى عنه الخطيب الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت صاحب تاريخ بغداد، والحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر وأبو منصور موهوب بن أحمد الجواليقي، وأبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأندلسي ... وغيرهم من الأعيان، وتخرج عليه خلق كثير وتتلمذوا له، وذكره الحافظ أبو سعيد السمعاني في كتاب الذيل وكتاب الأنساب وعدد فضائله، ثم قال: سمعت أبا منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون المقرئ يقول: أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي ما كان بمرضي الطريقة، وذكر عنه أشياء. ثم قال: وذاكرت أنا مع أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ بما ذكره ابن خيرون فسكت عنه وكأنه ما أنكر ما قال، ولكن كان ثقة في اللغة وما كان ينقله.
وصنف في الأدب كتبا كثيرة مفيدة: منها شرح الحماسة، وكتاب شرح ديوان المتنبي، وكتاب شرح سقط الزند وهو ديوان أبي العلاء المعري، وشرح المعلقات السبع، وشرح المفضليات، وله تهذيب غريب الحديث، وتهذيب إصلاح المنطق، وله في النحو مقدمات حسنة والمقصود منها أسرار الصنعة وهي عزيزة الوجود، وله كتاب الكافي في علم العروض والقوافي، وكتاب في إعراب القرآن، سماه الملخص، رأيته في أربعة مجلدات، وشروحه لكتاب الحماسة ثلاث أكبر وأوسط وأصغر، وله غير ذلك من التآليف، ودرس الأدب بالمدرسة النظامية ببغداد، وكان سبب توجهه إلى أبي العلاء المعري: أنه حصلت له نسخة من كتاب التهذيب في اللغة تأليف أبي منصور الأزهري في عدة مجلدات لطاف، وأراد تحقيق ما فيها، وأخذها عن رجل عالم باللغة فدل على المعري فجعل الكتاب في مخلاة، وحملها على كتفه من تبريز إلى المعرة، ولم يكن له ما يستأجر به مركوبا فنفذ العرق من ظهره إليها فأثر فيها البلل، وهي ببعض الوقوف ببغداد، وإذا رآها من لا يعرف صورة الحال فيها ظن أنها غريقة وليس بها سوى عرق الخطيب المذكور، وكان الخطيب قد دخل مصر في عنفوان شبابه فقرأ عليه بها الشيخ أبو الحسن طاهر بن بابشاذ النحوي من اللغة، ثم عاد إلى بغداد واستوطنها إلى الممات.
وكان يروي عن أبي الحسن محمد بن المظفر بن محيريز البغدادي جملة من شعره، فمن ذلك قوله على ما حكاه السمعاني في كتاب الذيل في ترجمة الخطيب، وهي من أشهر أشعاره:
خليلي ما أحلى صبوحي بدجلة
وأطيب منه بالصراة غبوقي
شربت على الماءين من ماء كرمة
فكانا كدر ذائب وعقيق
على قمري أفق وأرض تقابلا
صفحه نامشخص