شرح ديوان المتنبي
شرح ديوان المتنبي
پژوهشگر
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
ناشر
دار المعرفة
محل انتشار
بيروت
- الْمَعْنى يَقُول هُوَ طيب الْأَخْلَاق فَإِذا غضب حَالَتْ وتغيرت فَعَادَت مرّة وَلَو قطرت فى الْبَحْر مَا شرب مَاؤُهُ وَالْبَحْر هُوَ الْمَكَان الْوَاسِع وَمِنْه سمى الْبَحْر بحرا وَأَرَادَ بالبحر هَا هُنَا العذب قَالَ الله تَعَالَى ﴿مرج الْبَحْرين﴾ يُرِيد الْملح والعذب وَأهل مصر والصعيد كلهم يسمون النّيل الْبَحْر الْمَعْنى أَن فِيهِ حلاوة لأوليائه ومرارة لأعدائه وَقد اسْتعَار للمذاقة قصرا اتساعا ومجازا لَو كَانَت مِمَّا يقطر فقطرت فى المَاء لما شرب وَجَاء فى الْبَيْت تصريع وَيحسن اسْتِعْمَاله لِلْخُرُوجِ من قصَّة إِلَى قصَّة
٢٠ - الْإِعْرَاب الضَّمِير فى بِهِ يعود إِلَى حَيْثُ حل وَهُوَ فى مَوضِع نصب لِأَنَّهُ مفعول تغبط وأيها ركبا قَالَ الواحدى هُوَ مَنْصُوب بركب ونصبه بتحسد أولى لِأَن ركب من صلَة أى والضميران فى مِنْهَا الأول للْأَرْض والثانى للخيل والجاران متعلقان بِالْفِعْلِ وَبِه مُتَعَلق بِحل الْغَرِيب الْغِبْطَة أَن تتمنى مثل حَال المغبوط من غير أَن تُرِيدُ زَوَالهَا وَلَيْسَ بحسد تَقول غبطته بِمَا نَالَ أغبطه غبطا وغبطة فاغتبط هُوَ مثل منعته فَامْتنعَ قَالَ حُرَيْث ابْن جبلة العذرى
(وبَيْنما المَرْءُ فِى الأَحْياءِ مُغْتَبِطٌ ... إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفوه الأَعاصِيرُ)
وغبطت الْكَبْش أغبطه غبطا إِذا جسست أليته لتنظر أبه طرق أم لَا قَالَ الأخطل
(إنّى وأتْيِى ابْنَ غَلاقٍ ليَقْرِينى ... كغابطِ الكَلبِ يبغى الطِّرقَ فى الذَّنبِ)
وَالْغِبْطَة غير الْحَسَد وفى الحَدِيث هَل يضر الْغَبْطُ قَالَ كَمَا يضر الْخبط العضاه أَرَادَ أَن العضاه لَا يحس بخبط الْوَرق كَأَنَّهُ سهل أمره الْمَعْنى يُرِيد أَن الأَرْض يغبط بَعْضهَا بَعْضًا لحلوله فِيهَا وَكَذَلِكَ الْخَيل يحْسد بَعْضهَا بَعْضًا لركوبه وَجعل الْغِبْطَة للْأَرْض والحسد للخيل قَالَ أَبُو الْفَتْح لِأَن الأَرْض وَإِن كثرت بقاعها فهى كالمكان الْوَاحِد لاتصال بَعْضهَا بِبَعْض وَالْخَيْل بِخِلَاف ذَلِك لِأَنَّهَا مُتَفَرِّقَة كالمغايرة وَاسْتعْمل لَهَا الْحَسَد لقبحه وَالْبَيْت مَنْقُول من قَول الطائى
(مَضَى طاهِرَ الأَثْوَابِ لَمْ تَبْقَ بُقْعَةُ ... غَدَاةَ ثَوى إلاَّ اشْتَهَتْ أنَّها قَبْرُ)
1 / 115