شرح ديوان المتنبي
شرح ديوان المتنبي
پژوهشگر
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
ناشر
دار المعرفة
محل انتشار
بيروت
- الْغَرِيب الرهج الْغُبَار وَقد يسكن وأرهج الْغُبَار أثاره والرهوجة ضرب من السّير قَالَ العجاج
(مَياحَة تميحُ مَشْيا رَهْوَجَا ... تُدافع السَّيْلَ إِذا تمعَّجا)
الْمَعْنى يُرِيد إِذا لقى الْعَدو فى غُبَار الْحَرْب قصر عمره حَتَّى يكون أقل من بَقَاء المَال عِنْده إِذا بذل فى الْعَطاء وَقَالَ ابْن القطاع يُرِيد أَن عمر الْعَدو حِين يلاقيه قريب كَمَا أَن عمر المَال عِنْده قريب حِين يدْخل إِلَيْهِ حَتَّى يَهبهُ وَلَيْسَ يُرِيد أَن عمر الْعَدو أقل من عمر المَال وَإِنَّمَا يُرِيد الْمُسَاوَاة والمقاربة وأنهما لَا يبقيان وَقَوله
(إِذا وهبا ...)
أى إِذا أَرَادَ أَن يهب كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿فَإِذا قَرَأت الْقُرْآن﴾ وَكَقَوْلِه ﴿إِذا قُمْتُم إِلَى الصَّلَاة﴾
١٨ - ويروى ﴿فَإِذا﴾ الْإِعْرَاب تبلوه انتصب بإضمار ان وَهُوَ على مَذْهَبنَا فَإِن أهل الْكُوفَة نصبوا بهَا مقدرَة وأبى ذَلِك البصريون وَحجَّتنَا مَا قَرَأَ بِهِ عبد الله بن مَسْعُود ﴿وَإِذ أَخذنَا مِيثَاق بنى إِسْرَائِيل لَا تعبدوا إِلَّا الله﴾ فأعمل أَن مقدرَة وَحجَّتنَا أَيْضا قَول عَامر بن الطُّفَيْل
(وَنهْنَهْتُ نَفْسِى بَعْدَ مَا كدْتُ أفْعَلَه)
فنصب أَفعلهُ بِأَن الْمقدرَة وَحجَّتنَا أَيْضا أننا أجمعنا نَحن والبصريون على أَنَّهَا تعْمل مَعَ الْحَذف فى جَوَاب التِّسْعَة بِالْفَاءِ الْغَرِيب النشب المَال وَالْعَقار ونشب بِالْكَسْرِ الشئ فى الشئ نشوبا علق فِيهِ ونشبة بِضَم النُّون اسْم رجل وَهُوَ نشبة بن غيظ بن مرّة بن عَوْف بن سعد بن ذبيان الْمَعْنى يَقُول احذره أَن تكون عدوا لَهُ فَإِن أردْت اختباره فَكُن عدوه أَو مَالا لَهُ فترى مَا يفعل بك من الإبادة والإفناء قَالَ أَبُو الْفَتْح وفى مَعْنَاهُ قَول مُسلم بن الْوَلِيد
(تَظَلَّمَ المالُ والأَعْداءُ مِنْ يَدِه ... لَا زَال للْمالِ والأعْدَاءِ ظَلامَّا)
وَمثل قَول أَبى الطّيب قَول أَبى نواس وأتى بِهِ فى أَلْفَاظ قَليلَة
(لَيتَ مَنْ كانَ عَدُوّى ... كانَ لإبْراهيمَ مَالا)
وَقَول الوائلى
(إنْ سُمتَهُ كُفْرَ نُعمَى لَا بَقيِيتَ إِذن ... إلاَّ بَقاءَ لُهَاهُ أَو مُحَارِبه)
1 / 114