============================================================
وبعد؛ فإن العقيدة الطحاوية المنسوبة إلى الإمام أبي جعفر الطحاوي قد فاقت الوصف في تعليم ما يجب أن يكون عليه حال المؤمن من العلم، والعمل، والزهد في الدنيا، والطمع في الآخرة، وتعظيم الله تعاى، وتوقير سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم، واحترام الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وتعليم ما يجب من أمور الدين والدنيا.
وتيزت هذه العقيدة بقلة اللفظ وسهولة الحفظ، وغزارة المعاني، وعظم المباني، وقطع خيوط الاشتباء بمحكم الكلام، وتميزت أيضا بأنها رواية عن فقهاء الملة فيما يعتقدون ويقولون.
فهذه العقيدة وإن كانت من جملة المصنفات، إلا أنها ليست كالمصتفات، بل هي محرر على طريقة أهل السنة، قال بما فيها فقهاء الملة أبو حنيفة، وصاحباه وأتباعهم إك أبي جعفر الطحاوي، ومن بعده، رحمهم الله تعالى. وكذلك يقول فقهاء المذاهب الأربعة، كما ذكر ذلك الشيخ تاج الدين السبكي في كتابه: معيد النعم ومبيد النقم، في باب (العليماء) ووصفهم وما يجب عليهم ولأجل أهميتها وكثرة مميزاتها وتقدمها على غيرها؛ كثر شراحها، وصارت عنوانا على السنة، حتل إن بعض المخالفين للسئة يستترون بالانتساب إليها تارة، وبنسبتها إى مذهبهم المخالف للسئة تارة، وذهبوا في ذلك الغي كل مذهب، فتراهم يشر حونها مرة، ويحققونها ثانية، ويدرسونها ثالثة ، وينشرونها رابعة، ويعلقون عليها خامسة، حتى ضاقت بهم الفاظها ذرعا، وفرت منهم معانيها أصلا وفرعا، وصار قالها لو قالت: اللهم أعوذ
صفحه ۸