============================================================
يحدث فهو بإرادة الله تعالى وتخليقه وتكوينه؛ خيرا كان أو شرا، حسنا كان أو قبيحا، جوهرا كان أو عرضا، وهو مذهب أهل السنة والجماعة.
(معنى الإرادة عند المعتزلة والرد عليهم) وزعمت المعتزلة أن الله تعاك يريد من أفعالنا ما هو حكمة أو طاعة، ولا يريد ما هو معصية وقبيخ، وفي المباحات قال بعضهم: هو مريد لها، ومنهم من زعم آنه غير مريد لها قال سيف الحق: ويكون على هذا قول معتزلة بغداد فإنهم يزعمون أن الله تعاى لا يوصف بالإرادة في الحقيقة، وإنما يوصف بها مجازا، فما كان من أفعاله تعالى يقال بأنه أراده، فمعناه أنه يفعله أو فعله، وما كان من أفعال غيره فقيل إنه آراده، فمعناه آنه أسربه، والمباح ليس بمأمور، فلا يكون مرادا، قالوا: لأن الإرادة هي الشهوة، فلو كان تعالى مريدا لكان مشتهيا، وذلك لا يجوز.
وقولهم(1: إن الإرادة شهوة، فذلك منهم تلبيس اعتمدوه لنفي الصفة عن الله (() وقولهم، أي المعتزلة. وهذا من المواضع اللطيفة، فإن ما يعترض به الشارح وأعل السنة على المعتزلة يعترض به المشبهة على أهل السئة، واللطيف في المسألة أن اعتراض أهل السنة صحيح، لأنهم أرادوا إثبات الصفة الواجبة في نفس الأمر خلافا للمعتزلة، واعتراض المشبهة غير صحيح لأنهم أرادوا إثبات النقص المستحيل في نفس الأمر، وهوما يوهمه ظاهر اللفظ من الشهوة وغيرها. فصار أهل السنة وسطأء أي عدولا . وسيأتي هذا الموقف السني بين التعطيل والتشبيه في كلام الشارح عند شرحه قول فقهاء الملة: (ورة علم ما اشتبه عليه... الخ).
صفحه ۷۸