============================================================
(صفة الله تعالى معنى ليس عينه ولا غيره (1)] وأما قوهم: (له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق).
قال أبو حفصي الغزنوي: لر يريدوا معني متعددا يتصور زواله مع بقاء ذاته، لأنه حينئذ تكون الصفة غيره، ولا يجوز أن تكون صفة الله غيره، لأن حقيقة الغيرية إنما تتبين بزوال أحدهما مع بقاء الآخر، وذلك محال في حق الله تعالى وصفته.
ولا يقال: إن صفة الله عز وجل غيره، فيكون الحاقا لصفته بصفات الخلق، فيكون جعلا لصفته عرضا، إذصفات الخلق أغيار لهم؛ لكونها(4) أعراضا تعرض فيهم وتزول، والله تعاك قديم بصفاته بلا ابتداء، دائم بكماله بلا انتهاء ولا يقال: إن صفة الله تعالى هو، لأن فيه تعطيل الذات، وحاصل المعنى في ذلك أنه خالق ولا مخلوق، ورب ولا مربوب، لأن التخليق معنق قائم بذاته في الأزل، وإن لر يكن مخلوق، كما كان عالما في الأزل بالعالر قبل وجوده، وكما كان قادرا في الأزل ولا مقدور، وهذا علي ما بينوه من بعد؛ كما أنه محي الموتن بعدما أحيا؛ استحق هذا الاسم (1) في الأصل: تكون.
(2) الغيرية قد تكون غيرية تاية، وقد تكون غيرية غير تاية، والمراد بأن صفة الله تعاك ليست غيره؛ آن صفته ليست موجودة بوجود مستقل عن وجود ذات الله تعالى، والمراد بأنها ليست عينه؛ أن ذات الله تعاك ليست هي علم الله تعالى مثلا، وليس هما قدرة الله تعالى، وهذا في غاية الوضوح، وهو يدفع ما قيل: إن قولنا: صفات الله تعاى ليست هي هو، ولا هي غيره، متناقض.
صفحه ۷۱