============================================================
152 الموت، ودلت الحكمة على تحقق ذلك، وأنه لولا البعث لكان خلق السموات والأرض للعبث، إذ كان يكون الإيجاد للإعدام، والبناء للهدم؛ بلا عاقبة، وذلك سفة وتعاك الصانع الذي ملأ كل شيء دلالة وحكمة أن يكون صنعه سفها، قال الله تعالى: (أفحسبئر أتما خلقنلكم عبا وأتكم إلتنا لا ترحمون ) [المؤمنون: 115]، صئر خلق الخلق إذا لريكن لهم رجوع عبيا، ثم نوه عز وجل ذاته القديمة عن أن يكون صنعه عبثا بقوله تعاى: ( فتعكلى الله الملك الحق لا إلله إلا هو رث العرش الكرير ) (المؤمنون: وأما قولهم: (وجزاء الأعمال يوم القيامة)، أن نؤمن بجزاء الأعمال، وإنما قالوا .(116 ذلك لقوله تعالى: ( اصلوها فأصيروا أولا تصيروا سوله عليكم انما يجزون ماكنتر تعملون) [الطور: 16]، وقوله تعالى: جزاا يما كانوا يعملون) ([الواقعة: 24].
وأما قولهم: يوم القيامة، فإنما قالوا ذلك لأن الدنيا لا تصلح أن تكون دار الجزاء، لأنها جعلت دار العمل، والآخرة جعلت دار الجزاء.
وإنما قلنا: إن الدنيا لا تصلح دار الجزاء، لأن الأصل في دار المحنة امتحان(1) أهلها بالأوامر والنواهي، وهو الإيمان بوحدانية الصانع بالبعث بشهادة الآيات والدلائل، والانتهاء عن الكفر والخلاف؛ عن اختيار في الإتيان والترك.
(1) لفظة (امتحان) غير موجودة في الأصل، وإنما احتجنا إك تقديرها ليفهم المعنى.
صفحه ۱۵۲