============================================================
148 ( الحج والجهاد ماضيان مع الإمام) وأما قولهم: (والحج والجهاد فرضان ماضيان مع أولي الأمر من أئمة المسلمين بارهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما).
أما قولهم في الحج والجهاد إنهما ماضيان، فهذا منهم بيان بأن الحج وإن كان فرضا على كل مكلف في عمره مرة واحدة، لكنه سفر جهاد بالمال والبدن عند القدرة، وهو من شعائر الإسلام، فكان كجهاد العدو، حتى قال بعض مشايخنا في تصنيف له: إن الكافر إذا أحرم مع المسلمين ، ووقف بعرفات، وقضى المناسك، فإنه يحكم بإسلامه لكون الحج من شعائر الإسلام، فيستدل بذلك على تبدل ما كان يعتقده من الكفر، لأن الإسلام في الحقيقة اعتقاد دين الحق، وكذا الكفر اعتقاد دين الباطل، وإنما يوقف عليهما بالدلائل، إذ الإقرار بالتوحيد دل على وجوده في القلب.
وكذلك قال مشايخنا: إذا قال الحربي والوثني: أنا مسلم، يقبل منه، ويجعل ذلك إسلاما منه، بخلاف الكافر الكتاي، لأن الأول يعتقد مطلق الكفر، والثاني كافر برسالة بعض الؤسل مستثنيا باليهودية أو بالنصرانية، فما لر يوجد منه الايمان برسالة من كفر به مع التبري من دينه الباطل لا يحكم بإسلامه، فكان الحج كالجهاد.
وأما الجهاد، فهو من خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو دعاء إى دين الله عز وجل وتوحيده، قال الله تعاك: (( وقايلوهم حقى لا تكون فثنة ونيكون الدين لله ) [البقرة: 193]، قال المفسرون: معناه حتىن لا يكون شرك وعن الشبي صلى الله عليه وسلم أنه
صفحه ۱۴۸