============================================================
15 قديم حكيم لرينزل كتابه متناقضا، ولا بعث رسوله صلى الله عليه وسلم بدين متناقض، بل يعلم أن الله تعالى أنزل الكتاب؛ وفيه المحكمات ليتبعوها بالعمل والاعتقاد، وفيه المتشابهات، وأخبر أن اتباع ما تشابه منه زيغ، فقال: ( فاما الذين فى قلوبوه زتيع فيتيعون ما تشلبه منه أبتعاء الفتنة وابتفاء تأويلهء ) [آل عمران: 7]، وثبت أن هناك معاني موافقة للمحكمات، ولكن الله تعاى امتحن عباده باتباع المحكمات، والإيمان(1) بحقية مراده في المتشابهات، ليظهر ما علم في الأزل من يحق ممن يزيغ، كما امتحن العباد بالأوامر والنواهي ليظهر للخلق المطيع من العاصي.
وأما قولهم: (ولا يصح الإيمان بالرؤية لأهل دار السلام لمن افتبرها بوهم أو تأولها بفهم) فهذا منهم إثبات لرؤية الله تعاى في الجئة، إذ دار السلام هي الجية، قال الله تعالل: ( والله يدعوا إلك دار السللو ) (يونس: 25]، أي: يدعو إلى الجنة، وفي تسميتها دار السلام وجهان: أحدهما: أن الشلام اسم من أسماء الله تعاى، فيكون معناها: دار الله، إذ هي دار أولياء الله.
والثاني: سميت الجنة دار السلام، لأن من دخلها سلم من الآفات والعيوب والزوال، فيكون معناها: دار السلامة.
(1) في الأصل: الأياب، وقدجاءت هذه الكلمة بحرف الأصل غير واضحة.
صفحه ۱۰۵