196

الإشارة إلى الغايب ثم إن كثيرا من العلماء نقلوا هذا الذكر بانضياف يا من هو بعد ما هو وفى الجذوات نسب إلى سيد الأولياء ويعسوب الأصفياء هكذا بزيادته حتى جعله فاتحه كتاب التقديسات يا نعم الحسيب يا نعم الطبيب يا نعم الرقيب يا نعم القريب يا نعم المجيب يا نعم الحبيب يا نعم الكفيل يا نعم الوكيل يا نعم المولى يا نعم النصير سبحانك الخ قد مر شرح ما عدا المولى ولا تفاوت سوى انضياف كلمة نعم وفيها تنبيه على أن كل كاف أو طبيبا ورقيب لك أو غير ذلك يتصفون بهذه الصفات لغرض أو عوض حسى أو معنوي وليس لهم صرف هذه الصفات وبحت هذه النعوت مثلا من يداويك من المخلوقين يعالج مرض حرصه إن كانت مداواته لعوض أو يحصل خصلة الاحسان فكانت لغرض فلم يكن طبيبا صرفا بل مريضا وهكذا من يرقبك ويحرسك انما يرقب ويحرس نفسه بأخذ العوض واستيفاء الغرض ورقيبك الحقيقي هو الله سبحانه وكذا من يتعهد للكفاية أمورك وقس عليه الباقي بخلاف المحسن المجمل المفضل الحقيقي عز اسمه إذ كما أنه واجب الوجود بذاته واجب الوجود من جميع جهاته الصفاتية والافعالية غنى بذاته فاعل بذاته لا لغرض وعوض فوجوده نعم الوجود وصفته نعم الصفة وفعله نعم الفعل ثم المولى له معان كثيرة بعضها ينسب إليه تعالى وبعضها لا يليق بجنابه الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والولي والصاحب والجار والحليف والتابع وابن العم والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه والنزيل والشريك والابن والعم وابن الأخت وكما أن لفظ المولى لا يحمل ههنا على بعضها لامتناعها عليه تعالى كذلك لا يحمل على الناصر بقرينة المقابلة والتأسيس خير يا سرور العارفين بفتح السين المهملة اسم المصدر واما السرور بضم السين فهو مصدر لا يناسب قال في القاموس سره سرورا وسرا بالضم وسرى كبشرى وتسرة ومسرة افرحه وسر هو بالضم والاسم السرور بالفتح انتهى والعارف من اشهده الله تعالى ذاته وصفاته وافعاله والعالم إذا جعل مقابلا له من اطلعه الله على ذلك لا عن شهود فهو في مقام علم اليقين والعارف في مقام عين اليقين أو حق اليقين ولهذا يقال المعرفة الادراك الجزئي أو البسيط لان متعلق الشهود جزئي حقيقي وبسيط والعلم بحدود ورسوم مركبة وتصديقات كذلك وكلها عنوانات كلية وكذا ما يقال إن المعرفة هي الادراك المسبوق بالعدم أو الا خير

صفحه ۱۹۶