سهام الإسلام
سهام الإسلام
ناشر
الشركة الوطنية للنشر والتوزيع (مطبعة أحمد زبانة)
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م
محل انتشار
الجزائر
ژانرها
والفطرة - بالكسر - الخلقة، والفطرة أيضا ما فطر الله عليه الخلق من معرفته والاهتداء بها إلى أنه خالقهم ولا خالق لهم سواه، وفطر الله الشيء بمعنى: أنشأه وابتدأه وابتدعه، ومن هذا قوله تعالى: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ وفي الحديث المتقدم (ما من مولود إلا يولد على الفطرة).
ومن ورود الفطرة المأخوذة من فطر بمعنى شق قوله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾ بمعنى انشقت، وقو له: ﴿فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ﴾ أي شقوق، وفي حديث قيام الليل (قام رسول الله ﷺ حتى تفطرت قدماه) أي انشقت قدماه، وروي عن ابن عباس ﵄ أنه كان يقول: كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما لصاحبه: أنا فطرتها، أي بدأتها وابتدعتها.
فالفطرة من معانيها الخلقة، كقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾. أي خالقهما ومبدعهما، ومنها فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهذا ما ذكره الله في شأن خليله إبراهيم ﵇ حين اهتدى بفطرته - من صغره - إلى أن ما عليه قومه من عبادة غير الله أمر باطل وعمل خارج عن أصل الخلقة ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ﴾ (١).
_________
(١) الآيتان ٥١ - ٥٢ من سورة الأنبياء.
1 / 17