المنتقى من فتاوى الأئمة الأعلام
المنتقى من فتاوى الأئمة الأعلام
ناشر
دار طيبة الخضراء للنشر والتوزيع
ویراست
الأولى
سال انتشار
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
محل انتشار
مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية
ژانرها
السُّنَّةُ عن النَّبيِّ ﷺ، ولأنَّ متابعةَ الإمامِ واجبةٌ، وقصْرَ الرُّباعيَّةِ في السَّفرِ سُنَّةٌ لا واجبٌ، على الصَّحيحِ من قولَي العلماء، ويدلُّ على ذلك عملُ الصَّحابةِ ﵃، فإنَّهم أتمُّوا خلفَ عثمانَ بمِنى في الحجِّ لمَّا أتمَّ؛ عملا بالسُّنَّةِ واعتبارًا لواجبِ المتابعة، وروى أحمدُ، ومسلمٌ، عن ابنِ عبَّاسٍ ﵄ أنَّهُ قيلَ له: ما بالُنا إذا صلَّينا مع الإمامِ صلَّينا أربعًا، وإذا صلَّينا في رحالِنا صلَّينا ركعتيْن؟ فقال: «هكذا السُّنَّة» (^١).
س: سمعت كثيرًا عن صلاة الحاجة، وصلاة الاستخارة، فكيف تكون هاتان الصلاتان؟ وهل تقرأ سوَر أو آيات في كل ركعة من ركعاتهما؟ وما هي الأدعية المأثورة فيهما؟
ج: صلاةُ الاستخارةِ وصفتُها جاءتْ في الحديثِ الشَّريفِ الذي رواهُ الجماعةُ إلا مسلمًا، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ ﵁ قال: كانَ رسولُ اللهِ ﷺ يُعلِّمُنا الاستخارةَ في الأمورِ كلِّها كما يُعلِّمُنا السُّورةَ من القرآنِ، يقولُ: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي»، قَالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»، أمَّا القراءةُ فيها: فيقرأُ بالفاتحةِ، وما
(^١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٨/ ١٣١).
1 / 217