المنتقى من فتاوى الأئمة الأعلام
المنتقى من فتاوى الأئمة الأعلام
ناشر
دار طيبة الخضراء للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
محل انتشار
مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية
ژانرها
المنتقى
من فتاوى الأئمة الأعلام
تقديم معالي الشيخ
محمد بن حسن بن عبد الرحمن آل الشيخ
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للفتوى
1 / 1
المنتقى
من فتاوى الأئمة الأعلام
1 / 2
عبد الرحمن محمد إبراهيم الحميزي ١٤٤١ هـ
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
الحميزي، عبد الرحمن محمد إبراهيم
المنتقى من فتاوى الأئمة الأعلام
عبد الرحمن محمد إبراهيم الحميزي - الرياض ١٤٤١ هـ
٤٧١ ص؛ ١٧×٢٤ سم
ردمك: ٣ - ٢٨١٢ - ٠٣ - ٦٠٣ - ٩٧٨
١ - الفتاوى الشرعية
٢ - الفقه الحنبلي
أ. العنوان
ديوي ٢٥٨. ١
٤١٧١/ ١٤٤١
رقم الإيداع: ٤١٧١/ ١٤٤١
ردمك: ٣ - ٢٨١٢ - ٠٣ - ٦٠٣ - ٩٧٨
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى (١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م)
دار طيبة الخضراء
للنشر والتوزيع
من أراد طباعة هذا الكتاب يرجى التواصل مع دار طيبة الخضراء
1 / 3
المنتقى
من فتاوى الأئمة الأعلام
تقديم معالي الشيخ
محمد بن حسن بن عبد الرحمن آل الشيخ
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للفتوى
طبع على نفقة فاعل خير
غفر الله له ولوالديه وذريته وللمسلمين
دار طيبة الخضراء
للنشر والتوزيع
علم ينتفع به
1 / 4
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه، ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا، من يَهْدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن من أفضل ما يشتغلُ به المشتغلون وخيرَ ما يعملُ به العاملون؛ نشرُ علمٍ نافعٍ تحتاجُ إليه الأمة، يهديها من الضلالة، وينقذها من الغواية، وكيف لا يكون كذلك، وقد حضَّ اللهُ تعالى عليه بقوله: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾.
وإن من أكبر نعم الله علينا أن حفظ هذا الدين برجاله المخلصين، وهم العلماء العاملون، الذين كانوا أعلامًا يهتدى بهم، وأئمة يقتدى بهم، فهم السياج المتين الذي حال بين الدين وأعدائه، والنور المبين الذي تستنير به الأمة عند اشتباه الحق وخفائه، وهم ورثة الأنبياء في أممهم، وأمناؤهم على دينهم، وهم شهداء الله في أرضه، فليس في الأمة كمثلهم ناصحًا مخلصًا يُعَلِّمُون أحكام الله ويعظون عباد الله ويقودون الأمة لما فيه الخير والصلاح، هم أهل الخشية، ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾.
1 / 5
فجزاهم الله خير الجزاء على ما بذلوه ويبذلونه من جهد عظيم لخدمة هذا الدين، ونسأل الله ﷿ لهم حسن المثوبة والدرجات العلا.
وإن مما يلزم التنبيه عليه أنه ينبغي على الأمة أن تعرف لعلمائها حقَّهم، ومن ذلك نشر علمهم بين الأمة حتى يستفيد العام والخاص منه.
ومن هذا المنطلق استعنت بالله ﷿ على انتقاء بعض فتاوى الأئمة الأعلام، مما تمس الحاجة إليه، ويكثر السؤال عنه، مقتديًا في ذلك بالسلف الصالح ﵏، فقد انتقى علماء السلف من كلام النبي ﷺ، ومن كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان ﵃، ما تكثر الحاجة إليه من الأحكام والعقائد والآداب وغيرها، ومن ذلك: «المنتقى من عمل اليوم والليلة»؛ لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، و«المنتقى من السنن المسندة»؛ لعبد الله بن علي بن الجارود، و«المنتقى من أخبار المصطفى»؛ لمجد الدين عبد السلام ابن تيمية، وغيرها.
وقد انتقيت هذا الكتاب بفضل الله تعالى من عشرات المجلدات من فتاوى الأئمة الأعلام المعاصرين، وحرصت على أن تكون هذه الفتاوى مما يحتاج إليه المسلم في غالب أمور دينه ويكثر السؤال عنه.
وإنِّي أقترحُ على القارئِ الكريمِ أن يقرأَ مع عائلتِه في بيتِه وبشكلٍ يوميٍّ فتوى من هذه الفتاوى أو اثنتيْنِ أو ثلاثًا، ويتدارسونَها فيما بينَهم؛ ليستفيدُوا منها الفوائدَ العظيمةَ في الدُّنيا والآخرةِ، من تعلُّمِ العلمِ، وتنزُّلِ السَّكينةِ والطُّمأنينةِ على البيت، وتأليفِ قلوبِ البيتِ الواحدِ ونشرِ المحبَّةِ بينهم... إلخ.
1 / 6
كما أنِّي أقترح على إمامِ المسجدِ أن يقرأَ على جماعةِ مسجدِه من هذه الفتاوى المباركةِ، ويا حبَّذا أن يُراعِيَ الإمامُ الأمورَ التَّالية:
١ - أنْ تكونَ قراءةُ الفتوى بعدَ صلاةِ العشاءِ؛ لكي يحضرَها أكبرُ عددٍ من المصلِّينَ؛ لأنَّه كما هو مشاهدٌ أنَّ قرابةَ نصفِ المصلِّينَ في أكثر المساجد يأتونَ بعدَ إقامةِ الصَّلاة -وأيضًا- يكونُ المصلِّي له الحُرِّيَّةُ إن أحبَّ الاستماعَ؛ جلسَ، وإن أحبَّ الانصرافَ؛ انصرف.
٢ - أن تكونَ القراءةُ بشكلٍ يوميٍّ، وأن لا تزيدَ عن فتوى واحدةٍ إلا إذا كانت الفتوى قصيرةً فلا بأسَ بقراءةِ فتوى أخرى، لكي لا تأخذَ وقتًا طويلا فتسببَ المَللَ، ولكي يستمعَ لها أكبرُ عددٍ مُمكنٍ من المُصلِّين، بل وحتى النساء في البيوت.
وإن في إصدار هذا الكتاب فوائد كثيرة منها:
١ - ربطُ النَّاسِ عامَّةً والشَّبابِ خاصَّةً بعلمائِهم الكبارِ الموثوقين.
٢ - إقامةُ مجالسِ ذكرٍ، وإن كان وقتُها قصير؛ يحضرُها الكثيرُ من النَّاسِ لتغشاهم الرَّحمةُ، وتتنزَّلَ عليهم السكينةُ، وتحفَّهم الملائكةُ، ويذكرَهم اللهُ فيمَن عندَه.
٣ - تعليمُ النَّاسِ وإبعادُهم عن الجهلِ الذي هو سببُ كلِّ شرٍّ وفتنةٍ وبليَّة.
٤ - فيها حفظٌ للعبادِ من العقوباتِ والشرور؛ لأنَّ الطَّاعاتِ والأعمالَ الصَّالحةَ سببُ الخيراتِ والبركاتِ، والأمنِ والأمانِ، ورغَدِ العيش، وضدُّها الغفلةُ والجهلُ والمعاصي، فهي سببُ كلِّ شرٍّ وابتلاءٍ وعقوبةٍ، إلى غيرِ ذلك من الفوائدِ والمصالحِ الكثيرةِ جدًّا.
1 / 7
نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، نافعا لعباده المؤمنين، إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وأجمعين.
1 / 8
بسم الله الرحمن الرحيم
الرئاسة العامة للبحوث العلمية والأفتاء
مكتب معالي الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ
رقم المعاملة: ٤٢٠٠٤٠٦٥
التاريخ: ١٤٤٢/ ٠١/ ١٨
المرفقات: ١
محمد بن حسن بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن مِن سُبل تيسير العلم للناس وتقريبه لهم أن يكون على شكل سؤال وجواب، فإن ذلك يسهل عليهم فهم الأحكام الشرعية، ويعينهم على العمل بها، ومن هذا المنطلق قام الشيخ عبد الرحمن بن محمد الحميزي وفقه الله بانتقاء بعض فتاوى اللّجنة الدائمة مما تمس حاجة الناس إليه من أمور دينهم، ويكثر السؤال عنه، وهو عمل مفيد جدا، فجزاه الله خيرا، ونفع به الإسلام والمسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للفتوى
محمد بن حسن بن عبد الرحمن آل الشيخ
1 / 9
فتاوى العقيدة
1 / 11
فتاوى العقيدة
س: ما حدُّ التوحيد وما أقسامه؟
ج: حدُّ التوحيد الجامع لكل أنواعه هو: علمُ العبدِ واعتقادُه واعترافُه وإيمانُه بتفرُّدِ الربِّ بكلِّ صفةِ كمال، وتوحده في ذلك، واعتقاد أنه لا شريك له، ولا مثيل له في كماله، وأنه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، ثم إفراده بأنواع العبادة، فدخل في هذا التعريف أقسام التوحيد الثلاثة.
أحدها: توحيد الربوبية، وهو الاعتراف بانفراد الرب بالخلق والرَّزْق والتدبير والتربية.
الثاني: توحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات جميع ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله محمد ﷺ، من الأسماء الحسنى وما دلت عليه من الصفات، من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل.
الثالث: توحيد العبادة، وهو إفراد الله وحده بأجناس العبادات وأنواعها، وإفرادها، وإخلاصها لله من غير إشراك به في شيء منها.
فهذه أقسام التوحيد التي لا يكون العبد موحدا حتى يلتزم بها كلها ويقوم بها (^١).
* * *
_________
(^١) «فتاوى السعدي» (ص: ٥١٩).
1 / 13
س: ما هي أنواعُ التَّوحيدِ مع تعريفِ كلٍّ منها؟
ج: أنواعُ التَّوحيدِ ثلاثةٌ: توحيدُ الرُّبُوبِيَّة، وتوحيدُ الإلَهِيَّة، وتوحيدُ الأسماءِ والصِّفات، فتوحيدُ الرُّبوبيَّة: هو إفرادُ اللهِ تعالى بالخلقِ والرَّزقِ والإحياءِ والإماتَةِ وسائرِ أنواعِ التَّصريفِ والتَّدبيرِ لملكوتِ السماواتِ والأرض، وإفرادُه تعالى بالحُكمِ والتَّشريعِ بإرسالِ الرُّسلِ وإنزالِ الكُتُب، قال الله تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾، وتوحيدُ الإلهيَّة: هو إفرادُ اللهِ تعالى بالعبادةِ؛ فلا يُعبدُ غيرُه، ولا يُدعى سواه، ولا يُستغاثُ ولا يُستعان إلا به، ولا يُنذَرُ ولا يُذبحُ ولا يُنحرُ إلا له، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾، وقال: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾، وتوحيدُ الأسماءِ والصِّفات: هو وصفُ اللهِ تعالى وتسميتُه بما وصفَ وسمَّى به نفسَه، وبما وصفَه وسمَّاهُ به رسولُه ﷺ في الأحاديثِ الصَّحيحة، وإثباتِ ذلك له من غيرِ تشبيهٍ ولا تمثيلٍ ومن غيرِ تأويلٍ ولا تعطيلٍ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ... شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (^١).
س: وجدت في بعض الكتب عبارة (وأنتم أيها المسلمون خلفاء الله في أرضه) فما حكم ذلك؟
ج: هذا التَّعبيرُ غيرُ صحيحٍ من جهةِ معناه؛ لأنَّ اللهَ تعالى هو الخالقُ لكلِّ شيء، المالكُ له، ولمْ يغبْ عن خلقِهِ ومُلكِه، حتى يَتَّخِذَ خليفةً عنه في أرضِه، وإنَّما يجعلُ اللهُ بعضَ النَّاسِ خلفاءَ لبعضٍ في الأرض، فكلَّما هلَكَ فردٌ أو جماعةٌ أو أُمَّةٌ جعلَ غيرَها خليفةً منها، يَخلُفُها في عمارةِ
_________
(^١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٥٥).
1 / 14
الأرض؛ كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ﴾، وقال تعالى: ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾، وقال: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾، أي: نوعًا من الخلقِ يخلُفُ مَن كان قبلَهم من مخلوقاتِه (^١).
س: لماذا سُمِّي الدين الإسلامي (بالإسلام)؟
ج: لأنَّ مَن دخلَ فيه أسلَمَ وجهَهُ للهِ، واستسلمَ، وانقادَ لكلِّ ما جاءَ عن اللهِ وعن رسول الله ﷺ من الأحكامِ؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ إلى قولِه: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، وقال: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ (^٢).
س: ما معنى العبادة؟
ج: معناها: التألُّهُ والتذلُّلُ للهِ وحدَه، والانقيادُ له سبحانَه بفعلِ ما أمرَ به، وترْكِ ما نهى عنه، وقد عرَّفها العلماءُ بأنَّها: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبُّهُ اللهُ ويرضاه (^٣).
* * *
_________
(^١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٧١).
(^٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٧٦).
(^٣) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٧٦).
1 / 15
س: أريد تفسير كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)؟
ج: شهادةُ (أنَّ لا إلِهَ إلا الله) و(أنَّ محمدًا رسولُ الله) هي الرُّكنُ الأوَّلُ من أركانِ الإسلام، ومعنى (لا إلِهَ إلا الله): لا معبودَ بحقٍّ إلا الله، وهي نفيٌّ، وإثبات. (لا إلَهَ): نافيًا جميعَ العبادةِ لغيرِ الله، (إلا الله) مُثبِتًا جميعَ العبادةِ لله وحدَه لا شريكَ له، ونُوصيكَ بمراجعةِ كتابِ «فتحِ المجيدِ شرحُ كتابِ التَّوحيد» تأليفُ الشَّيخِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ حسن؛ لأنَّه قد بسطَ الكلامَ في ذلك في بابِ «تفسيرِ التَّوحيدِ، وشهادةِ أنَّ لا إِلَهَ إلا الله». وأمَّا كلمةُ (محمَّدٌ رسولُ الله) فمعناها: الإقرارُ برسالةِ محمَّدٍ ﷺ، والإيمانُ بها، والانقيادُ لها قولا وفعلا واعتقادًا، واجتنابُ كلِّ ما يُنافيها من الأقوالِ والأعمالِ والمقاصدِ والتُّروك، وبعبارةٍ أخرى معناها: طاعتُه فيما أمرَ، وتصديقُه فيما أخبرَ، واجتنابُ ما نهى عنه وزجر، وأن لا يُعبدَ اللهُ إلا بما شرع (^١).
س: الاستغاثة بالأنبياء والأولياء والصالحين في حياتهم وبعد مماتهم في كشف السوء وجلب الخير والتوسل بهم أيضًا في الحالتين لقضاء الحوائج والمآرب أيجوز ذلك أم لا؟
ج: أمَّا الاستغاثةُ بالأمواتِ من الأنبياءِ وغيرِهم: فلا تجوز، بل هي من الشِّركِ الأكبر، وأمَّا الاستغاثةُ بالحيِّ الحاضرِ والاستغاثةُ به فيما يقدرُ عليه: فلا حرج؛ لقولِ اللهِ سبحانه في قصَّةِ موسى: ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾، أمَّا التَّوسُّلُ بالأحياءِ أو الأمواتِ من الأنبياءِ
_________
(^١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٨٦).
1 / 16
وغيرِهم بذواتِهم أو جاهِهِم أو حقِّهم: فلا يجوز، بل هو من البدعِ ووسائلِ الشِّرك (^١).
س: ما حكم طالب المدد من شخص ميت بأن يقول: مدد يا فلان، وما الحكم في طلبه أيضًا من الأحياء الغير حاضرين لذلك الشخص الطالب للمدد؟
س: يقول الناس عند النوازل والشدائد: يا رسول الله، وغيره من الأولياء، ويذهبون إلى مقابر الصالحين في حالة المرض ويستغيثون بهم، ويقولون: إن الله يدفع البلاء بهم، نحن نستمدهم لكن نيتنا إلى الله، لأن المؤثر هو الله، هل هذا شرك أم لا، وهل يقال لهم: إنهم مشركون؟ والحال أنهم يصلون ويقرأون القرآن وغيره من العمل الصالح؟
ج: ما يفعله هؤلاء هو الشِّركُ الذي كان عليه أهلُ الجاهليَّةِ الأولى، فإنَّهم كانوا يدعون اللاتَ والعُزَّى ومناةَ وغيرَهم ويستغيثونَ بهم؛ تعظيمًا لهم، ورجاءَ أن يُقرِّبوهم إلى اللهِ ويقولون: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾، ويقولون أيضًا: ﴿هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾، وقد بيَّنَ النَّبيُّ ﷺ أنَّ الدُّعاءَ عبادة، وأنَّها لا تكونُ إلا لله، ونهى اللهُ تعالى عن دعاءِ غيرِه، فقال: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، وعلى المسلمين أنْ يقولوا: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾؛ في كلِّ ركعةٍ من صلواتِهم؛ إرشادًا لهم إلى أنَّ العبادةَ لا تكونُ إلا له، وأنَّ الاستعانةَ لا تكونُ إلا بهِ دونَ الأمواتِ من الأنبياءِ وسائرِ الصَّالحين، ولا يغُرَّنَّك مع ذلك كثرةُ صلاةِ هؤلاءِ وصيامِهم وقراءتِهم، فإنَّهم ممَّن ضلَّ سعيُهم في الحياةِ الدُّنيا وهم يحسبونَ أنَّهم يُحسنون صُنعًا؛ وذلك أنَّها لم تُبنَ على أساسِ التَّوحيدِ الخالص، فكانت هباءً منثورًا، والأدلَّةُ من الكتابِ والسُّنَّةِ على شِركِهِم وإحباطِ عَمَلِهم كثيرة، فراجعْ في ذلك آياتِ القرآنِ، والسُّنَّةَ الصَّحيحةَ، وكُتُبَ أهلِ السُّنَّة، نسألُ اللهَ لنا ولكَ الهداية (^٢).
س: يقول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾، ما حق من دعا الله بأسمائه الحسنى؟ أيتوسل بعشرة أسماء من أسمائه أو أكثرها أو يتوسل بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله؟
ج: دعاءُ اللهِ بأسمائِه الحُسنى، والتَّوسُّلُ إليه بها مشروع؛ لقولِه تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾، ولما رواهُ الإمامُ أحمدُ من حديثِ ابنِ مسعودٍ قال: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا»، قال: فقيل: يا رسولَ الله، ألا نتعلَّمُها؟ فقال: «بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهًا»، وللدَّاعي أنْ يتوسَّلَ إلى اللهِ بأيِّ اسمٍ من أسمائِه الحُسنى التي سمَّى بها نفسَه، أو سمَّاهُ بها رسولُه ﷺ، ولو اختارَ منها ما يُناسبُ مطلوبَه؛ كان أحسنَ، مثل: يا مغيثُ، أَغِثنِي، ويا رحمنُ، ارحمني، ربِّ اغفرْ لي وارحمنِي، إنَّك أنت التَّوابُ الرَّحيم (^٣).
* * *
_________
(^١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ١٠٧).
(^٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ١٤٩).
(^٣) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ١٥٧).
1 / 17
س: امرأة استعاذت بالله من زوجها أو العكس فما الحكم؟
ج: تجبُ إعاذةُ مَن استعاذَ باللهِ تعظيمًا له جلَّ شأنُه؛ فقد أخرجَ أبو داودَ والنَّسائيُّ بسندٍ صحيحٍ، عن ابنِ عمرَ ﵄ قال: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ سَأَلَ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِؤُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِؤُوهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ»، وهذا إذا كان المُستعيذُ لا يلزمُه ما استعاذَ منه، أمَّا إنْ كانَ يلزمُه ما استعاذَ منه كالدَّين، وحقِّ الزَّوجِ، والقِصاص، ونحوِ ذلك لم تجبْ إعاذته، والواجبُ عليه أداءُ الحقِّ عليهِ إلا أنْ يسمحَ خصمُهُ عن حقِّه؛ جمعًا بين الأدلَّة (^١).
س: ما حكم النذر لغير الله؟
ج: النَّذرُ لغيرِ اللهِ شركٌ؛ لكونِه مُتضمِّنًا التَّعظيمَ للمنذورِ له والتَّقَرُّبَ إليه بذلك، ولكونِ الوفاءِ به لهُ عبادةٌ إذا كان المنذورُ طاعة، والعبادةُ يجبُ أنْ تكونَ للهِ وحدَه بأدلَّةٍ كثيرةٍ، منها: قولُه تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ... إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾، فَصَرْفُها لغيرِ اللهِ شِرك (^٢).
* * *
_________
(^١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ١٧٨).
(^٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ١٨٣).
1 / 18
س: ما حكم الاستعانة بقبور الأولياء والطواف بها والتبرك بأحجارها والنذر لهم والإظلال على قبورهم واتخاذهم وسيلة عند الله؟
ج: الاستعانةُ بقبورِ الأولياءِ، أو النَّذرُ لهم، أو اتِّخاذُهم وسطاءَ عندَ اللهِ بطلبِ ذلك منهم شِركٌ أكبر مخرجٌ من الملَّةِ الإسلاميَّةِ مُوجبٌ للخلودِ في النَّار لمَن ماتَ عليه. أمَّا الطَّوافُ بالقبورِ، وتظليلُها فبدعةٌ يحرمُ فِعْلُها ووسيلةٌ عُظمى لعبادةِ أهلِها من دونِ الله، وقد تكونُ شركًا؛ إذا قصدَ أنَّ الميِّتَ بذلك يجلبُ له نفعًا أو يدفعُ عنه ضُرًّا، أو قصدَ بالطَّوافِ التَّقَرُّبَ إلى الميِّت (^١).
س: ما هو حكم الذبح للميت الذي يدعي أنه ولي الله ويبنى عليه الجدران؟
ج: الذَّبحُ لمَن ذكرتَ من الميِّتِ الذي يَدَّعِي أنَّه وليٌّ للهِ نوعٌ من أنواعِ الشِّرك، وذابِحُها للوليِّ مُشركٌ ملعونٌ، وهي ميتةٌ يحرمُ على المسلمِ الأكلُ منها؛ لقولِه تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ﴾، ولِما ثبتَ عن عليٍّ ﵁ أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ» (^٢).
س: ما حكم الصلاة خلف رجل يأكل ما ذبح لغير الله ويحتج بأنه حين الذبح ذكر اسم الله على الذبيحة؟
ج: الذَّبحُ لغيرِ اللهِ شركٌ، وحكمُ الذَّبيحةِ حكمُ الميتَة، ولا يجوزُ أكلُها، ولو ذكرَ عليها اسمَ اللهِ إذا تحقَّقَ أنَّها ذُبحتْ لغيرِ الله، ومَن أَكلَ منها اجتهادًا منهُ بُيِّنَ لهُ الحُكم، ومَن أكلَ منها بعدَ العلمِ فلا ينبغي أن يكونَ إمامًا، بل تُلتَمَسُ الصَّلاةُ خلفَ غيرِه (^٣).
س: إن في بلادي التي أنا فيها مشايخ كثيرين، وإذا مرض أحد من الناس يأخذونه إليهم ويقرءون عليه الآيات، ويقولون تأتي بكبش أو ثور أو ناقة وغيره من المواشي، وفي السنة يدفع الناس مالا كثيرا ويذهبون إليهم، فهل هذا شيء محرم في ديننا؟
ج: رُقيةُ المريضِ بقراءةِ القرآنِ، والأذكارِ، والدَّعواتِ النَّبويَّةِ الثابتةِ عنه ﵊ مشروعةٌ، أمَّا الذَّهابُ إلى مَن ذكرتَ ليقرأَ عليه آياتٍ، ويأمُرَه بذبحِ كبشٍ أو ثورٍ مثلا فهذا لا يجوز؛ لأنَّ ذلك رقيةٌ بدعيَّةٌ، وأكلٌ للمالِ بالباطلِ، وقد يكونُ شِركًا إذا ذَبَحَ ما ذُكِرَ للجنِّ أو للأمواتِ ونحوِ ذلك لدفعِ شرٍّ أو جلبِ نفعٍ منهم (^٤).
* * *
_________
(^١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ١٨٦).
(^٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ١٩٤).
(^٣) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٢٢٦).
(^٤) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٢٥١).
1 / 19
س: ما حكم الرقية بالقرآن وبالأذكار والدعوات الثابتة عن النبي ﷺ-؟
ج: تجوزُ الرُّقيةُ بالقرآنِ، وبالأذكارِ، والدَّعواتِ الثابتةِ عن النَّبيِّ ﷺ للحفظِ والوِقايَةِ ولدفعِ ما أُصيبَ به الإنسانُ من الأمراض، مثل تلاوةِ آيةِ الكُرْسِيِّ، و(قل هو الله أحد) و(المعوِّذتيْن)، ومثل: «أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا»، ومثل: «أُعِيذُكَ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ»، ونحوِ ذلك (^١).
س: هل يجوز للمسلم أن يرقي بأي نوع من الرقى؟
ج: تجوزُ الرُّقيةُ بما ليسَ فيه شركٌ، كَسُوَرِ القرآنِ وآياتِه، وكالأذكارِ الثابتةِ عن النَّبيِّ ﷺ، وتحرمُ بما فيه شرك، كتعويذِ المريضِ بذكرِ أسماءِ الجِنِّ والصَّالحين، وبما لا يُفهمُ معناه؛ خشيةَ أن يكونَ شِركًا؛ لِما ثبتَ من قولِ النَّبيِّ ﷺ: «لا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا» رواه مسلم (^٢).
س: هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من إصابة بالعين؟
ج: لا يجوزُ علاجُ الإصابةِ بالعينِ بما ذُكِرَ؛ لأنَّها ليستْ من الأسبابِ العاديَّةِ لعلاجِها، وقد يكونُ المقصودُ بهذا التَّبَخُّرِ استرضاءَ شياطينِ الجِنِّ،
_________
(^١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٢٥٦).
(^٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٢٦١).
1 / 20
والاستعانةَ بهم على الشِّفاء، وإنَّما يُعالَجُ ذلك بالرُّقى الشَّرعيَّةِ ونحوِها ممَّا ثبتَ في الأحاديثِ الصَّحيحة (^١).
س: من الناس من تلبس بهم الجن فيقال: عليه أسياد أو عليه شيخ ويكون من الجان وقد يكون كافرًا أو نصرانيًّا فيأمر المتلبس بأشياء مخالفة للشرع مثل عدم الصلاة أو الذهاب للكنيسة أو بعمل أشياء لا يطيقها وإن لم يفعل فإنهم يعذبوه. ما هي الطريقة الشرعية للتخلص من هؤلاء؟
ج: مسُّ الجنِّ الإنسانَ أمرٌ واقعٌ، وإذا أمرَ الجِنِّيُّ مَن مسَّهُ بمُحرَّمٍ؛ وجبَ على المُصابِ أنْ يتمسَّكَ بشرعِ اللهِ، وأن يعصيَ الجِنِّيَّ في أمرِهِ بمعصيتِهِ اللهَ وإنْ آذاهُ الجِنِّيُّ، وعليه أنْ يتعوَّذَ باللهِ من شرِّهِ، ويُحصِّنَ نفسَه بقراءةِ القرآنِ وبالتَّعوُّذاتِ الشَّرعيَّةِ وبالأذكارِ الثابتة عن النَّبيِّ ﷺ منها: الرُّقيةُ بقراءةِ سورة (الفاتحة)، ومنها: قراءةُ سورة (قل هو الله أحد)، والمعوِّذتين، ثم ينفثُ في يديْهِ، ويمسحُ بهما وجهَه وما استطاعَ من بدنِه، ثم يقرأُ هذه السُّوَرَ الثلاثَ مرَّةً ثانيةً، وينفثُ في يديْه، ويمسحُ بهما وجهَه وما استطاعَ من بدنِه، ثم يقرَؤُها مرَّةً ثالثةً، وينفثُ في يديْه، ويمسحُ بهما ما استطاعَ من بدنِه، إلى غيرِ ذلك من الرُّقيةِ بِسُوَرِ القرآنِ وآياتِهِ وبالأذكارِ الثابتةِ مع اللُّجوءِ إلى اللهِ في طلبِ الشِّفاءِ والحفظِ من شياطينِ الجنِّ والإنس، وارجعْ إلى كتابِ «الكَلِمِ الطَّيِّب» لابنِ تيمية، وكتاب «الوابلِ الصَّيِّب» لابنِ القَيِّم، و«الأذكارِ» للنَّوويِّ؛ ففيها بيانُ كثيرٍ من أنواعِ الرُّقية (^٢).
_________
(^١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٢٧٥).
(^٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٢٨٣).
1 / 21
س: ما الحكم في الذين يكتبون آيات الله البينات ويأمرون المريض بتعليقها في رأسه أو في أي جهة من جسده ويقولون له: هذا سبب الشفاء، ويأخذون منه شيئا، ومنهم من لا يأخذ شيئًا؟
ج: الصَّحيحُ أنَّ كتابةَ آياتٍ من القرآنِ أو غيرِها من الأدعيةِ المأثورةِ، وتعليقَها على المريضِ رجاءَ الشِّفاءِ ممنوعٌ؛ لثلاثةِ أمورٍ:
الأوَّل: عمومُ أحاديثِ النَّهي عن تعليقِ التَّمائمِ، ولا مُخَصِّصَ لها.
الثاني: سدُّ الذَّريعة؛ فإنَّ تعليقَ ما يُكتبُ من آياتِ القرآنِ يُفضي إلى تعليقِ ما ليسَ كذلك.
الثالثُ: أنَّ ما عُلِّقَ من ذلك يكونُ عُرْضَةً للامتهانِ بحملِه في محالِّ قضاءِ الحاجةِ والاستنجاءِ، ونحوِ ذلك، وإذا كان ذلك ممنوعًا فأخذُ الأُجرةِ على كتابتِه ليُعَلَّقَ على المريضِ لرجاءِ الشِّفاءِ ممنوعٌ أيضًا (^١).
س: ما هو حكم الرقى والتمائم؟ ...
ج: الرُّقيةُ مشروعةٌ إذا كانتْ بالقرآنِ، أو بأسماءِ اللهِ الحُسنى، وبالأدعيةِ المشروعةِ، وما في معناها، مع اعتقادِ أنَّها أسبابٌ، وأنَّ مالكَ الضَّررِ والنَّفعِ والشِّفاءِ هو اللهُ سبحانه؛ لقولِ النَّبيِّ ﷺ: «لا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا»، وقد رقَى ورُقيَ عليهِ ﵊. أمَّا الرُّقى المنهيُّ عنها فهي الرُّقى المخالِفَةُ لِما ذكرنا؛ كما صرَّحَ بذلك أهلُ العلم.
_________
(^١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٣١١).
1 / 22