Secrets of the Lovers in Ramadan
أسرار المحبين في رمضان
ناشر
مكتبة التقوى ومكتبة شوق الآخرة
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
ژانرها
وضعك؟، اسمع معي هذا الحديث ثم قرر، قال رسول الله ﷺ: "أُذن لي أن [حدث عن ديك، قد مرقت رجلاه من الأرض، وعنقه مُنْثَنِ تحت العرش يُسبح الله فيقول: سبحانك ما أعظمك!، فيقول الله ﷿: ما عَلِم بهذا من حلف بي كاذبًا" (١).
وقال رسول الله ﷺ: "رأيت ليلة ما أسري بي جبريل وهو على هيئته، له ستمائة جناح كل جناح يسد الأفق" (٢)، تأمل معي هذه المخلوقات خَلْقٌ من خلق الله، وما بالك بالكواكب والنجوم والسموات والأرضين.
إن هذا التأمل يجعل الإنسان يتصاغر فيلزم الاحتشام ويديم الإطراق ولا يجرؤ على رفع رأسه، من أنت؟!، وماذا أنت؟!
ثم تسمع قول الله ﷿ وفي وسط آيات الصيام: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: ١٨٦]، إن استشعار هذا المعنى في الصيام خصوصًا في غاية الأهمية؛ لأن الصيام سر بين العبد وربه، فيحتاج إلى دوام المراقبة، ومع دوام المراقبة نصل إلى المعنى الأعمق، وهو استشعار المعية، فيطرق الإنسان حياء ويحتشم خجلًا، وخصوصًا حال ذكر الله، قال ربنا ﷾ في الحديث القدسي: "أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه" (٣)، وأيضًا: "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي" (٤)، وقال سبحانه في كتابه العزيز: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: ١٥٢]، ولما علت أصوات الصحابة بالتسبيح قال رسول الله ﷺ: "إنكم
_________
(١) أخرجه الحاكم (٤/ ٣٣٠)، وصححه الألباني (١٥٠) في "السلسلة الصحيحة".
(٢) أخرجه أحمد (١/ ٤٦٠)، وصححه الألباني (٣٤٦٤) في "صحيح الجامع".
(٣) أخرجه البخاري (٦/ ٢٧٣٦).
(٤) متفق عليه، البخاري (٦٩٧٠)، مسلم (٢٦٧٥).
1 / 72