Secrets of the Lovers in Ramadan

Mohammad Hussain Yaqoob d. Unknown
135

Secrets of the Lovers in Ramadan

أسرار المحبين في رمضان

ناشر

مكتبة التقوى ومكتبة شوق الآخرة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرها

وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [يونس: ٢٤]، وقال تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا﴾ [الكهف: ٤٥]. وسماها سبحانه "متاع الغرور"، ونهى عن الاغترار بها، وأخبرنا عن سوء عاقبة المغترين بها وحذرنا من مصارعهم، وذم من رضي بها واطمأن إليها، وقال النبي ﷺ: "مالي وللدنيا، إنما أنا كراكبٍ قَالَ في ظل شجرة ثم راح وتركها" (١). وفي المسند عنه ﷺ حديثٌ معناه: أن الله جعل طعام ابن آدم وما يخرج منه مثلًا للدنيا، فإنه وإن قَزَّحه ومَلَّحه فلينظر إلى ماذا يصير؟، فما اغتر بها ولا سكن إليها إلا ذو همة دنية وعقل حقير، وقدر خسيس. الثاني: علمه أن وراءها دارًا أعظم منها قدرًا وأجلَّ خطرًا وهي دارُ البقاء، وأن نسبتها إليها كما قال النبي ﷺ: "ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع" (٢)، فالزاهد فيها بمنزلة رجل في يده درهم زَغَل قيل له: اطرحه فلك عوض مائة ألف دينار مثلًا، فألقاه من يده رجاء ذلك العِوض، فالزهد فيها لكمال الرغبة فيما هو أعظم منها زُهدٌ فيها. الثالث: معرفته أن زهده فيها لا يمنعه شيئًا كتب له منها، وأن حرصه عليها لا يجلب له ما لم يُقْضَ له منها، فمتى تيقن ذلك وصار له به علم يقين هان عليه الزهد فيها، فإنه متى تيقن ذلك وثلج له صدره، وعلم أن مضمونه منها

(١) أخرجه أحمد (١/ ٣٠١)، وصححه الألباني (٤٣٨) في "الصحيحة". (٢) أخرجه مسلم (٢٨٥٨).

1 / 147