في زمن مضى هل مضى من أيامك يومٌ صالح، سلِمتَ فيه من جرائم القبائح، تالله قد سبق الرابح، وأنت راضٍ بالخسران في شهر رمضان، ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾.
عينك مطلقةٌ في الحرام، ولسانك منبسطٌ في الآثام، ولأقدامك على الذنوب إقدام، والكل في الديوان حتى في ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾.
قلبك غائب في صلواتك، وفكرك ينقضي في شهواتك، فإن ركن إليك رَاكِنٌ في معاملاتك؛ دخلت به خَانَ مَنْ خَان، ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾.
يا هذا .. أكثرُ كلامِك لهوٌ وهَذَر، والوقت بالتفريط شَزَرَ مَزَر، فإن اغتبت مسلمًا لم تُبْقِ ولم تَذَر، الأمان منك الأمان ولو في ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾.
تالله لو عَقَلْتَ حالك، أو ذكرت ارتحالك، أو تصورت أعمالك؛ لبنيت بيت الأحزان، واعتكفت في ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾.
أخي في الله، سيشهد رمضان عليك، بنطق لسانك، ونظر عينيك، وسيُشار يومَ الجمع إليك: شقي فلان بن فلان؛ لأنه ضيع ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾.
أخي .. في كل لحظة تقترب من قبرك، فانظر لنفسك في تدبير أمرك، وما أراك إلا في أول شهرك الأول والآخر سِيَّان، متى تصبح في ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾.