لقد قتل رجولتهم موظف الحكومة الذي يدفن أوراقهم في درجه، وصاحب المعمل الذي في يده أن يصرفهم ساعة يريد، وصاحب الديوان الذي يبقيهم خارج الديوان، وخادمة الزعيم التي تقفل الباب في وجوههم، والمتنفذ الذي يقول لهم أنتم لا شيء إن لم أطبع على جباهكم أنكم من أتباعي. فصار المواطن اللبناني العادي يشعر أنه امرؤ لا شأن له.
المواطن العادي هو أحد السابلة؛ غبار السجاد.
مسكين يقرع الأبواب متسولا كرت توصية.
مستعطف يشكر كلما وهبوه بعض ما نهبوه.
ورقة تصويت تملأ صندوقة الاقتراع وتقرأ - غلطا أو صوابا - عند الانتخاب، ثم ترمى وتبقى سنوات أربع مهملة مجعلكة في جانب الطريق.
من أهم واجباتنا أن نرفع المواطن العادي إلى مستوانا رجلا كان أو امرأة.
وأخيرا أود أن أذيع سرا عظيما.
أمس جاءني مهندس ألماني يشرح عن مكنة جبارة جديدة اخترعها الألمان.
هذه المكنة تتلقف الأنقاض التي تملأ شوارع برلين فتطحنها ثم تخرجها حالا حجارة جديدة جاهزة للبناء.
سألت هذا المهندس: كيف يذكر الألمان هتلر؛ بالخير أو بالشر؟
صفحه نامشخص