============================================================
صوم القلب المشاهدة، التصرف للقلب. ألا ترى كيف قال، عليه السلام، في عمل المشاهدة: "يا وابصة، استفت قلبك، وإن أفتاك المفتون"(1) .
لأن لعمل القلب علما باطنا خفيا. من كان الغالب عليه الأحوال، 3 فالحكم عليه للعلم(2) الباطن، والفتوى فيه للقلب. فإن كان القلب في العمل في هذا المقام، فقلبه في العمل من تصرف الغيب باب مفتوح، واليه من تصرف الغيب وارذ علم من علم الحقيقة. فلما قال للرسول، عليه 6 السلام، أجابه من مقام أهل العزيمة، وقال: "استفت قلبك". ولم يحله إلى حكم ظاهر الفتوى والرخصة، بل أجابه على باطن الفتوى والعزيمة، فقال: القلبي الذوقي، فمن أجل ذلك أحاله إلى استفتاء القلب. وهذا سبيل كل سالك من البداية إلى النهاية: لا يعول على فتوحه حتى يعرضه على دليله، 12 كما فعل وابصة.
الفائدة الثانية، أنه إذا كمل القلب، ووصل إلى حد الكمال، يجب
صفحه ۵۱