جنة من القتل وقال سيحلفون بالله لكم إنهم لمنكم وما هم منكم (الآية) فأمر بقول ما أظهروا ولم يجعل سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يحكم عليهم بخلاف حكم الإيمان وقد أعلم الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أنهم في الدرك الأسفل من النار فجعل حكمه سبحانه على سرائرهم وحكم نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا على علانيتهم إلى أن قال وقد كذبهم في قولهم في كل ذلك وبذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الله سبحانه بما أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن يزيد بن عدي بن الخبار أن رجلا سار النبي صلى الله عليه وسلم فلم يدر ما ساره حتى جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يساره في قتل رجل من المنافقين قال النبي صلى الله عليه وسلم أليس يشهد أن لا إله إلا الله قال بلى ولا صلاة له فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك الذين نهاني الله عن قتلهم ثم ذكر حديث أمرت أن أقاتل الناس حتى قال فحسابهم بصدقهم وكذبهم وسرائرهم على الله العالم بسرائرهم المتولي الحكم عليهم دون أنبيائه وحكام خلقه وبذلك مضت أحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين العباد من الحدود وجميع الحقوق أعلمهم أن جميع أحكامه على ما يظهرون والله يدين بالسرائر فمن حكم على الناس بخلاف ما ظهر عليهم استدلالا على ما أظهروا خلاف ما أبطنوا بدلالة منهم أو غير دلالة لم يسلم عندي من خلاف التنزيل والسنة إلى أن قال ومن أظهر كلمة الإسلام بأن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك منه ولم يسأل عن كشف حاله أو عن باطنه وعن معنى ما لفظ به وباطنه وسريرته إلى الله لا إلى غيره من نبي أو غيره فهذا حكم الله ودينه الذي أجمعت عليه علماء الأمة انتهى كلام الشافعي رحمه الله قال ابن القيم بعدما حكى كلام الشافعي وهذه الأحكام جارية منه صلى الله عليه وسلم ثم هي الذي مشى عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان والأئمة وسائر المتبعين من علماء أمته إلى يوم القيامة (انتهى) (فصل) قد تقدم لك من كلام أهل العلم وإجماعهم أنه لا يجوز أن يقلد ويؤتم به في الدين إلا من جمع شروط الاجتهاد إجماعا وتقدم أن من لم يجمع شروط الاجتهاد أنه يجب عليه التقليد وأن هذا لا خلاف فيه وتقدم أيضا إجماع أهل السنة أن من كان مقرا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ملتزما له أنه وإن كان فيه خصلة من الكفر الأكبر أو الشرك أن لا يكفر حتى تقام عليه الحجة الذي يكفر تاركها
صفحه ۳۱