مع المسلمين وإن علم أنه منافق في الباطن وكذلك كانوا في الحدود والحقوق كسائر المسلمين وكانوا يغزون مع النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من هم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ومع هذا ففي الظاهر تجري عليهم أحكام أهل الإيمان إلى أن قال ودماؤهم وأموالهم معصومة لا يستحل منهم ما يستحل من الكفار والذين يظهرون أنهم مؤمنون بل يظهرون الكفر دون الإيمان فإنه صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ولما قال لأسامة أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله قال فقلت إنما قالها تعوذا قال هل شققت عن قلبه وقال إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم وكان إذا استؤذن في قتل رجل يقول أليس يصلي أليس يشهد فإذا قيل له إنه منافق قال ذلك فكان حكمه في دمائهم وأموالهم كحكمه في دماء غيرهم ولا يستحل منها شيئا مع أنه يعلم نفاق كثير منهم انتهى كلام الشيخ (قال) ابن القيم في إعلام الموقعين قال الإمام الشافعي فرض الله سبحانه طاعته على خلقه ولم يجعل لهم من الأمر شيئا وأن لا يتعاطوا حكما على عيب أحد بدلالة ولا ظن لقصور علمهم عن علم أنبيائه الذي فرض عليهم الوقوف عما ورد عليهم حتى يأتيهم أمره فإنه سبحانه ظاهر عليهم الحجج فما جعل عليهم الحكم في الدنيا إلا بما ظهر المحكوم عليه ففرض على نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقاتل أهل الأوثان حتى يسلموا فيحقن دمائهم إذا أظهروا الإسلام واعلم أنه لا يعلم صدقهم بالإسلام إلا الله تبارك وتعالى ثم اطلع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على قوم يظهرون الإسلام ويسرون غيره ولم يجعل له أن يحكم عليهم بخلاف حكم الإسلام ولم يجعل له أن يقضي عليهم في الدنيا بخلاف ما أظهروا فقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا يعني أسلمنا بالقول مخافة القتل والسبي ثم أخبر أنه يجزيهم إن أطاعوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم يعني إن أحدثوا طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال في المنافقين وهم صنف ثان إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة يعني
صفحه ۳۰