<الجزء الثامن>
إن اليوم الواحد، نهاره وليله، على ما يرى، هو الزمان الذي ابتداؤه من كون مركز جرم الشمس في فلك الأفق أو في فلك نصف النهار، إلى عودة الشمس غليه، ولذلك يكون اليوم، نهاره وليله، على ما يرى، هو الزمان الذي تدور فيه الشمس شس درجة وزيادة مطالع ما سارت الشمس في ذلك اليوم في فلك الأفق أو في فلك نصف النهار.
فبين أن الأيام، التي ترى، مختلفة لسببين: أحدهما ما يرى من اختلاف حركة الشمس، والآخر أن قطع فلك البروج المتساوية ليست تطلع من الأفق ولا تجوز نصف النهار مع أزمان متساوية.
فأما اليوم الأوسط، نهاره وليله، فهو الزمان الذي تطلع فيه من الأفق، أو من فلك نصف النهار، شس درجة، وزيادة وسط مسير الشمس في اليوم الواحد من فلك البروج، الذي هو نط دقيقة زما يتبعه.
والاختلاف الذي بين اليوم الأوسط واليوم المختلف يكون في اليوم الواحد غير محسوس، فإذا اجتمع في الأيام الكثيرة، كان محسوسا بينا، ولا سيما في البقمر لسرعة حركته.
ولسنا نجد جزءا معلوما من فلك البروج، ولا من فلك الشمس، يكون ابتداء زيادة الأيام المختلفة على الوسطى، أو ابتداء نقصانها عن الوسطى، من ذلك الجزء، كما ذكرنا بطلميوس أنه وجده. وعلة ذلك أنه قد تبين لنا أن أوج الشمس يتحرك بحركة فلك الكواكب الثابتة. وقد ينبغي لنا أن نجعل ابتداء الأيام والليالي، في تعديلها، من وسط السماء، لأن الاختلاف الذي يرى عند الآفاق لا يكون كذلك في كل موضع.
صفحه ۶۶