دعوى بغير دليل
لابد من دليل على ما يزعم هؤلاء للبخاري ومسلم ثم للطبقة الثانية إما من الكتاب أو من السنة أو أن يجمع على ذلك علماء أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومع العلم أنه لايوجد شيء من ذلك لا في الكتاب ولا في السنة، ولا في الإجماع.
أما عمل بعض من العلماء على ذلك فلا حجة في قول أحد بعد المعصوم في حين أن أكثر علماء الأمة قد تركوا العمل بكثير مما في تلك الكتب كالحنفية والشافعية والمالكية والزيدية والإمامية.
ولكن هؤلاء المقلدين المتأخرين الذين غلوا في تقليد هؤلاء الأئمة اكتفوا بظاهر من القول، وقنعوا من الدليل بالإسم.
فاكتفوا في معرفة السنة الصحيحة بأن أهلها سموها صحاحا، وكتبوا على ظهورها الجامع الصحيح، وخصوصا في هذا الزمان المتأخر الذي توفرت فيه الكتب المطبعية وانتشرت، فهذا صحيح البخاري، وذاك صحيح مسلم، وتلك كتب السنن.
وقرأوا فيها الأحاديث المسندة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فظنوها سنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكتفين من الدليل بأن إسمها كتب السنة، فاغتروا بالأسماء وظنوا أنهم هم أهل السنة، وفي الواقع أنهم من السنة بمراحل.
صفحه ۱