فقد خرج البخاري عن جماعة لم يرتض مسلم عدالتهم، وفي مسلم كثير من من لم يرتضهم البخاري، ولذا فإن علماء الأمة لم يتقيدوا بما فيهما، حتى جاء الزمان بقوم اكتفوا من العلم بقشوره، فضللوا من ترك العمل ببعض ما في الصحيحين ونسبوهم إلى البدعة، ومخالفة السنة مستندين في ذلك إلى كلمات قيلت في القرون الوسطى لايدرون قائلها، من ذلك قولهم: إن صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، ثم صحيح مسلم، ثم...ثم... إلى آخره، فاعتقدوا ذلك وبنوا على ذلك العقائد، وشرائع الأحكام، وفضائل الأعمال، وحكموا بالهدى لأنفسهم، وبالضلال لمن خالفهم، وكل ذلك ظلمات بعضها فوق بعض، وقد قال تعالى: ?فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى?.
وذلك لأنهم في طريقتهم هذه لم يستندوا إلى دليل بل استندوا إلى تقليد المشائخ في أمر دينهم، وقلدوا الرجال في آرائهم.
صفحه ۲