وموضع نجوى لا يرام اطلاعها
يظنون شتى في البلاد وسرهم
إلى الصخرة أعيا الرجال انصداعها
فهو قد أضاف الفتيان إلى الصدق كما يقال فتيان خير وفتيان سوء، وكما يقال رجل سوء ورجل خير. يقول: «رب فتيان صدق استناموا إلي واستودعوني أسرارهم، فكنت أنا حافظ سرهم؛ قد أفردت كلا منهم بالوفاء وكتمان ما أودعني من سر، فكنت أنا كالعقد الذي يجمع الحبات، ولكل رجل منهم جانب من قلبي منفرد له لا يطلع عليه الشعب الآخر، يودعونني سرهم كأنهم أودعوا سرهم صخرة أعيا الرجال صدعها.» ومن غير شك هو أحد هؤلاء الفتيان، ومزيته الكبرى عليهم أنه يحتفظ بأسرارهم، فهذه صفة جديدة في الفتوة، وهي حفظ السر، لم يتعرض لها غيره، وربما كانت هناك صفات أخرى لم نطلع عليها تضاف إلى الفتوة، ويمكننا أن نستخلص من ذلك أن الفتوة شباب وسلوك حميد.
ومن خير ما قيل في وصف الفتيان قول كعب بن زهير:
لعمرك ما خشيت على أبي
مصارع بين قو فالسلي
ولكنى خشيت على أبي
جريرة رمحه في كل حي
من الفتيان محلول ممر
صفحه نامشخص