والعيش غض ومنزلي خصب
لم تغذني شقوة ولا عنف
وقال صاحب الأغاني: «كان حنين غلاما يحمل الفاكهة بالحيرة وكان لطيفا في عمل التحيات،
41
فكان إذا حمل الرياحين إلى بيوت الفتيان ومياسير أهل الكوفة وأصحاب القيان، ورأوا رشاقته وحسن قده وحلاوته وخفة روحه، استحلوه وأقام عندهم وخف لهم، فكان يسمع الغناء ويشتهيه ويصغي إليه ويستمعه ويطيل الإصغاء إليه.»
وقال في موضع آخر عن حنين: «خرجت إلى حمص ألتمس الكسب بها وأرتاد من أستفيد منه شيئا، فسألت عن الفتيان وأين يجتمعون فقيل لي: «عليك بالحمامات.» فجئت إلى أحدها فدخلته فإذا فيه جماعة منهم، فأنست وانبسطت وأخبرتهم أني غريب، ثم خرجوا وخرجت معهم فذهبوا إلى منزل أحدهم، فلما قعدنا أوتينا بالطعام فأكلنا وأوتينا بالشراب فشربنا، فقلت لهم: «هل لكم في مغن يغنيكم؟ قالوا: ومن لنا بذلك!»
ويحدثوننا أيضا أن إبراهيم الموصلي نزل ضيفا على الفتيان في حمص فجعل يغنيهم فعرفه المهدي من هناك، فلما تولى الخلافة استدعاه.
هذه القصص الثلاث تدل على أمور:
الأول:
أن هناك فئة تسمى الفتيان كانوا في الحيرة وكانوا في حمص، وربما كانوا أيضا في غيرهما، ولكن لم نعثر على النصوص الدالة على ذلك.
صفحه نامشخص