ورأيناه يستعمله وصفا لأهل الكهف فيقول:
إنهم فتية آمنوا بربهم
و
إذ أوى الفتية إلى الكهف
وقد فسر في الموضعين بالشباب، وجاء الإسلام أيضا باستعمال خاص لكلمة «فتى» ذلك أن الإسلام لم يرض أن يسمى الرقيق المملوك عبد فلان وأمة فلان، وكره العبودية تضاف لغير الله. فاختار لها اسما محبوبا وهو الفتى والفتاة، وجاء في الحديث: «لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ولكن ليقل فتاي وفتاتي.» وعلى هذا المعنى جاء قوله تعالى
وإذ قال موسى لفتاه . وجاء
ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء
وشاع استعمال الكلمة في الرقيق حتى سئل أبو يوسف عمن قال، أنا فتى فلان، قال هو إقرار منه بالرق. فكأن الإسلام اختار خير الألفاظ الدالة على الحرية فدل بها على الرق طلبا لحسن معاملة الرقيق.
ولكن ظلت الكلمة تستعمل في معناها الأول وهو الشجاعة والفروسية فقالوا: «لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي.» إذ كان علي كما هو معروف فارسا شجاعا. ولما مات مخلد بن المهلب وهو ابن سبع وعشرين سنة، وكان شهما نبيلا صلى عليه عمر بن عبد العزيز ثم قال: «اليوم مات فتى العرب.» وقال يزيد بن المفرغ:
فالهول يركبه الفتى
صفحه نامشخص