وَكتب إِلَيْهِ من باسيل بن فلَان حَتَّى انتسب إِلَى ثَلَاثَة آبَاء أَو أَرْبَعَة مُلُوك إِلَى أَخِيه المعتصم
إِن الْمُلُوك لم تزل يَغْزُو بَعْضهَا بَعْضًا ويعلو بَعْضهَا على بعض وَرُبمَا أتيت من وزراء السوء وَقد كَانَ منا بزبطرة مَا كَانَ وتبينت وَجه الْخَطَأ فِيهِ وَقد كلت لي بالصاع اصوعا فِيمَا فعلت بعمورية وَأَنا أَسَالَك بالطينة الْمُبَارَكَة الَّتِي أَنْت مِنْهَا ان تنعم كل وَاحِد مِنْهُم بِإِطْلَاق بطارقتي فَإِنَّهُم مائَة وَخَمْسُونَ بطريقًا وَأَنا أفتدي كل وَاحِد مِنْهُم بِمِائَة من الْمُسلمين وَقد تهادت الْمُلُوك قبلنَا وَقد وجهت مَعَ رَسُولي من الثِّيَاب الديباج المذهبة أَرْبَعِينَ ثوبا طول كل ثوب مِنْهَا أَرْبَعُونَ ذِرَاعا فِي عرض عشْرين وَذكر سَائِر مَا أهداه وَصفته وارسل بذلك بطريقا وخادما وَجَمَاعَة مَعَهُمَا فَلَمَّا وصلوا أَخذ مُحَمَّد بن عبد الْملك الْكتب وتوصل إِلَى علم مَا تَضَمَّنت وردهَا بخواتيمها وَقَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ مَشْغُول عَنْهَا فَكَانَت الْهَدِيَّة مَوْقُوفَة سِتَّة أشهر ثمَّ أذن للرسول فَدخل على الْملك فَلَمَّا رَآهُ المعتصم قَالَ ارانا أضررنا بك لطول مقامك قَالَ كلا إِن طول الْمقَام أوجب لي الذمام وَلم نزل نسْمع من حكمائنا
1 / 68