Rulings of Funerals 1
أحكام الجنائز ١
ناشر
مطبعة سفير
محل انتشار
الرياض
ژانرها
عذاب القبر منه» (١).
١٠ – الحَذَرُ من التنافس في الدنيا والانشغال بها عن طاعة الله ﷿؛لأن النبي ﷺ قال: «فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبسط عليكم الدنيا كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتُهلككم كما أهلكتهم» [وفي لفظ: «وتُلهيكم كما ألهتهم»] (٢)، قال الحافظ ابن حجر – ﵀ – في فوائد هذا الحديث: «وفيه أن المنافسة في الدنيا قد تجر إلى هلاك الدين» (٣)؛ «لأن المال مرغوب فيه فترتاح النفس لطلبه، فتمنع منه، فتقع العداوة المقتضية للمقاتلة، المفضية إلى الهلاك» (٤)، وقوله ﷺ: «وتُلهيكم كما ألهتهم»، دليل على أن الانشغال بالدنيا فتنة، قال الإمام القرطبي – ﵀ –: «تُلهيكم» أي تشغلكم عن أمور دينكم وعن الاستعداد لآخرتكم (٥)، كما قال الله ﷿: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ (٦).
وهذا يؤكد للمسلم أن التنافس في الدنيا والانشغال بها شر وخطر؛ ولهذا قال ﷺ: «إن أكثر ما أخاف عليكم ما يُخرج الله لكم من بركات الأرض»، قيل: وما بركات الأرض؟ قال: «زهرة الدنيا»، ثم قال: «إن هذا المال خَضِرة حلوة ... من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة
_________
(١) أخرجه الدارقطني في سننه، وصححه الألباني في إرواء الغليل، برقم ٢٨٠.
(٢) متفق عليه: البخاري، برقم ٦٤٢٧، ومسلم، برقم ١٠٥٢، ويأتي تخريجه في فضائل الصبر والاحتساب على المصائب في الأمر الثامن عشر: العلم بأن الدنيا فانية وزائلة.
(٣) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٦/ ٣٦٣.
(٤) المرجع السابق، ١١/ ٢٤٥.
(٥) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ٧/ ١٣٣.
(٦) سورة التكاثر، الآيتان: ١، ٢.
1 / 66