============================================================
اليحوث والكتب اشهرها (الرسالة الواعظة) في الرد علي الحسن الفرغاني القائل بألوهية الحاكم بأمر الله . ورسالتا (البشارات) و(المصابيح) وقد مكن فيهما من اثبات الامامة كواقع كوني لا بد منه وذلك ببراهين معقولة وحجج دامفة جاءت زاخرة بالتعابير العبرية والسريانية والفارسية االمأخوذة من كتب الانبياء النطقاء السماوية ، ثم انه اتخذ من الآراء الأفلاطوتية اساسا لبحوثه فذكرها بمهارة لم يسيقه اليها احد وقد جاءت جيعها كدعوة عامة لتوطيد النظام الفكري الفلسفي ورفع مستواه ومحو كل أثر للشك والجدل والارتياب والنقاش .
ومهما يكن من امر فقي هذه السطور لن احاول تقديم الفيلسوف الكرماني كداع من دعاة الاسماعيلية الذين لعبوا دورا هاما في مجال الفكر علي عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ، او من الفلاسفة الذين خدموا الدعوة الفاطمية خدمات فكرية جلي ، بل اقدمه كفيلسوف من فلاسفه العالم صال وجال علي مسرح الفلسفة الكونية وعمل كل مسا في وسعه لايجاد مدرسة فلسفية ترتكز علي اسس عقلية جديدة بالنسبة العصره ، وعلي نظريات مبتكرة حديثة لها شأنها ، وعلي نظم عقلية نطبق علي نظرية وحدة الوجود التي يقول بها المعلم الثاني والشيخ الرئيس مع توسع بالشرح وخروج عن المنهاج العام الموضوع لدعاة الاسماعيلية، سواه من قد سبقوه او عاصروه وهم الذين كانوا مجبدين علي السير وفق قواعد عامة مدروسة لا يمكن تعديها او اجتياز حدودها . ومن الرجوع الي مؤلفات الكرماني والتمعن في قرامتها وتحليل ما قيها نراه قد قرر النظرية القائلة بأن بين الموجودات تضادا وتنافرا ومحاولة من جانب بعضها لحو البعض الآخر ، وأن هذه الموجودات موجودة بالرغم من هذا التثافر وهذا التضاد ، كما انه لا يفقد شيئا منها بوجود ضد واتما هي كلها تحت الوجود محقوظة ، وكل هذا مطابق لنظرية المعلم الثاني كاب الرياض [2]
صفحه ۱۹