رسالة ابلیس
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
ژانرها
فصل
ومما ألقيت إليكم من هذا الجنس أن الله يضل عن الدين ويخلق الضلالة عن الحق المستبين ويزين الكفر في قلوب الكافرين ويكره إليهم الإسلام والمسلمين , فقبلتم ذلك مني وقلتم صدقت!
وأنكرت المعتزلة ذلك أشد الإنكار , وقالوا : هذا يهدم الدين ويناقض كلام رب العالمين , وتلوا :{ وأضل فرعون قومه وما هدى } { وأضلهم السامري } و{ رب إنهن أضللن كثيرا من الناس } , وقالوا : يستحيل أن يأمر بشيء ويحث عليه ثم يضل عنه , وينهي عن شيء ثم يخلقه فيه .
وقال بعض المعتزلة لمجبر : ممن الحق ؟
قال : من الله .
قال : فمن الحق ؟
قال : الله .
قال : فممن الباطل ؟
قال : من الله .
قال :فمن الباطل ؟
فسكت .
واجتمع عند جعفر بن سليمان أبو الهذيل ومكنف المجبر وهو لا يعرف أبا الهذيل . قال أبو الهذيل : أريد أن أسألك شيئا وأتعلم منك . فقال : سل . فقال : أخبرني عن طفل بلغ فوقع في قلبه أن الله واحد , من أوقع ذلك في قلبه ؟ فقال : الله . فقال : أوقع في قلبه الحق وصدقه في ما ألقاه ؟ قال : نعم .قال : وآخر بلغ ووقع في قلبه أن الله ثالث ثلاثة , من أوقع ذلك في قلبه ؟ قال : الله . قال : فالقي إليه الحق وصدقه في ما ألقاه ؟ فسكت مكنف . فقال له جعفر : يا حمار ! هذا أبو الهذيل .
ودعى مجبر مجوسيا إلى الإسلام , فقال : الأمر ليس إلي . فقال : صدقت ! ومضى .
صفحه ۳۲