Message of Harmony Among Muslims
رسالة الألفة بين المسلمين
ویرایشگر
عبد الفتاح أبو غدة
ناشر
دار البشائر الإسلامية
ویراست
الأولى
سال انتشار
۱۴۱۷ ه.ق
محل انتشار
حلب
قال المناوي(١): ((المرادُ: بعضُ المؤمنين لبعضٍ كالبنيانِ أي الحائط، لا يَتَقَوَّى في أمرِ دينه ودُنياه إلا بمعونة أخيه، كما أن بعض البُنيان يُقَوَّى ببعضِه. ثمّ شَبَّك بين أصابعه تشبيهاً لتعاضُدِ المؤمنين بعضِهم ببعضٍ، كما أن البنيان المُمْسِكَ بعضُه ببعضٍ يَشُدُّ بعضُه بعضاً)).
وقال النووي رحمه الله تعالى(٢): ((هذا الحديث صريحٌ في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعضٍ، وحثُّهم على التراحمِ والملاطفةِ والتعاضدٍ في غير إثم ولا مكروهٍ)).
احترام السلف لأفكارِ وآراء المُخالِف
ولا ريب أن السَّلَف رضوان الله تعالى عليهم اختلفوا في كثير من المسائل العَمَلية وبعضِ المسائل العِلْمية الاعتقادية، وما زال الاختلافُ بين من بعدّهم من الأئمة واقعاً في الفروع وبعضٍ الأصولِ، ولكن هذا كان منهم مع الحِفاظِ على أدب الخلافِ: الألفةِ والمحبّة والتوقير واحترام رأي المخالِف، ومع التحرّز عن التحاسد والتقاطع والتباغُضِ والغِلّ والحِقْد والشحناء، ومع الحثُّ على التزام التوحّد والتجمُّع، والابتعادِ عن التشئُّت والتفرّق، فكانُوا - رضوانُ الله تعالى عليهم - عِبادَ الله إخواناً، مُتَحَابِّين مُتَعَاوِنين على البِرِّ والتقوى.
أخرج الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: ((يا أيُّها الناس! عليكم بالطاعةِ والجماعة، فإنها حَبْلُ الله الذي أَمَرَ به، وإنَّ ما تكرَهُون في الجماعةِ خيرٌ مما تحبُّون في الفُرْقة ... ))(٣).
(١) في ((فيض القدير) ٢٥٢:٦.
(٢) في ((شرح صحيح مسلم)) ١٦: ١٣٩.
(٣) أورده الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) ٣٢٨:٧ وقال: ((رواه الطبراني بأسانيد، وفيه مُجالِد، وقد وثّق، وفيه خلاف، وبقيةُ رجالٍ إحدى الطرق ثِقات)).
14