Message of Harmony Among Muslims
رسالة الألفة بين المسلمين
ویرایشگر
عبد الفتاح أبو غدة
ناشر
دار البشائر الإسلامية
ویراست
الأولى
سال انتشار
۱۴۱۷ ه.ق
محل انتشار
حلب
المؤمنِ: يَكُفُّ عليه ضَيْعَتَه، ويَحُوطُه من ورائِه)). قال الحافظ العراقي في ((تخريج الإحياء))(١): إسناده حسن.
وقال العلامة المُناوي في ((فيض القدير))(٢): المؤمنُ مِرْآةُ المؤمن، فأنت مِرآةً لأخيك، يُبْصِرُ حالَه فيك، وهو مِرأَةٌ لك تُبْصِرُ حالَك فيه، فإن شهدتَ في أخيك خيراً فهو لك، وإن شهدتَ غيرَه فهو لك، وكلُّ إنسانٍ مَشْهدُه عائدٌ عليه، فالمؤمنُ يُبْصِرُ بأخيه من نفسِه ما لا يراه بدونه، قال العامريُّ: معناه: كُنْ لأخيك كالمِرآة، تُرِيهِ مَحَاسِنَ أحوالِهِ وتَبعَتُه على الشكرِ وتَمنَعُه من الكِبْر، وتُريه قَبائحَ أمورِه بِلِینِ في خُفْيَةٍ، تنصَحُهُ ولا تفضّحُه، هذا في العامَّة، أمَّا الخَواصُّ فمن اجتمع فيه خلائقُ الإيمان، وتَكَامَلَتْ عنده آدابُ الإِسلام، ثم تَجَوْهَرَ باطِنُه عن أخلاقِ النَّفْس، تَرَقَّى قلبُه إلى ذُروةِ الإِحسان، فيصيرُ لصفَائِه كالمِرآة إذا نَظَر إليه المؤمنون رأوا قبائحَ أحوالهم في صَفاءِ حالِه، وسوءَ آدابهم في حُسن شمائِله.
والمؤمنُ أخو المؤمن أي بينَه وبينَ أخيه أُخوَّةٌ ثابتةٌ بسبب الإيمان ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾، يَكُفُّ عليه ضَيْعَتَه أي يَجمَعُ عليه مَعِيشَتَهُ ويَضُمُّها له، وضَيْعَةُ الرجل: ما مِنْهُ مَعَاشُه - كالصنعة والتُّجارة والزّراعة وغيرِ ذلك -. ويَحُوطُه من ورائِهِ أي يحفَظُه ويَصُونُهُ ويَذُبُّ عنه، ويَدَفَعُ عنه من يغتابُه أو يُلحقُ به ضرراً، ويُعاملُه بالإحسان بقدرِ الطاقةِ، والشفقةِ والنصيحة)). انتهى.
٦ - وفي (الصحيحين))(٣) عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((المؤمنُ للمؤمن كالبُنْيَانِ يَشُدُّ بعضُه بعضاً، ثم شَبَّك بين أصابعه)).
(١) ١٨٢:٢ بذيل ((إحياء علوم الدين)) ..
(٢) ٢٥١:٦ - ٢٥٢.
(٣) صحيح البخاري ٤٤٩:١٠ في كتاب الأدب (باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً). وصحيح مسلم ١٣٩:١٦ في كتاب البرّ والصلة والآداب (باب تراحُم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضُدِهم).
13