============================================================
ال و قد ذكر أبو العلاء بأنه جرى فيما ذكره لا على الاستقصاء ولكن على سنة الاختيار والانتصاء، وهو صادق فى هذا فان تعداد الاموات شيء يعجز عنه الحى وإذا كان حصر الاختيار فى الجاهلية وما عاصرها من ملكية فارسية أمرا مقصودا ، فان سرد الملوك متتا بعين سواء أوجد فى موتهم ما يستحق أن يستوقف النظر أم لم يوجد أمر لم يكن المعرى يقصده . ولذلك غلب التلخيص على هذا القسم من الرسالة حتى خيل لنا المعرى أن بين يديه كتابا فى تاريخ اليمنيين والمناذرة والغساسنة والفرس وأنه أخذ نفسه بتلخيصه ال و تحوير عباراته. غير أن بين المعرى والسرد التاريخى فرقآهاما لا من حيث الاسلوب فحسب بل من حيث الفكرة العامة، فالمعرى يتحدث عن مصاير الناس لا عن أحداثهم ، فهمه متجه إلى بيان القوة العجيبة التى لم تدع نبيا أو ملكا
أو كريما أو فارسا إلا وتغلبت عليه.
ال ومن أجل هذه الغاية لم تفارق المعزى مرارة السخط الداخلى على القدر الذى كتب للانسانية هذا المصير التعس فتحدث عن كره الأنبياء أنفسهم اا لموت وختم فقرات من رسالته بمثل قوله : "فسبحان الله القدير كل الناس بائد، فأين العائد؟، وقوله : "فتعالى الله قادرا ، ما ترك وافيا ولا غادرا، الاجرعه كؤوس المنية ، وإن عمر فى بلوغ الأمنية، وقارن بين غلبة الموت على الحياة وغلبة الشر على الخير، وقرر أن الظلم طبيعة ركبها الله فى التفوس، ال و لذلك عرض علينا من مناظر افتيات القوى على الضعيف، والملك (وأى ملك لايجحور1) على الصعلوك ، والفارس على قرنه مايقنعنا بأن صورة الموت ال فى تفسه كانت تتمثل فى أغلب أحيانها ثمرة لخصام بنى الإنسان فيما بينهم .
صحيح إنه تحدث عن موت الآنبياء والملوك والاشراف ليقرر أن هؤلاء ن جيعا فى قداستهم ورفعتهم وشرفهم لا يعجزون الموت، ولكنه عرض لنا مناظر الخصومة المنتهية بالفتك والقتل حيث وجد التاريخ يسعفه فى ذلك :
صفحه ۱۳