============================================================
أن تمده بنواحى العظمة والتسلط عند كل ملك من الملوك المذكورين فإنه اكتفى باتباعها فى تصوير المعروف من أحوالهم دون نظر إلى عظمة أو قدرة.
فإذا وجد ناحية من العظمة نص عليها واستفاد منها فى اظهار قوة الموت ، وإذا لم يحد شييا مر بذكر الملك مرورا سريعا حتى كادت بعض أجزاء الرسالة عنده تصبح سردا لاسماء جماعة ماتوا. وقد أطال بعض الشىء فى ذكر ملوك اليمن ولم يغفل الحديث عمن ملك اليمن من اللاحباش لان ابن قتيبة عقد لهم فصلا مستقلا فى كتابه. ووقف وقفات غير قصيرة عند ملوك غسان والحيرة مستمدا من ابن قتيبة ايضا تسق الحكايات وبعض عباراتها حتى إذا بلغ فى حديثه الى ملوك الفرس اكتفى بسرد أسمائهم مع أن ابن قتيبة أطال بعض الشىء فى التعريف ببعضهم ، ولكن يظهر أن المعرى كان قد استكثر ما أملاه فى الملوك خاصة فانتقل الى ذكر الكرام ولم يستلفت اهتمامه الا اثنان منهم هما حاتم وكعب بن مامة . ثم انتقل الى فرسان العرب وشجعانها فذكر جماعة منهم وحاول أن يقصر حديثه على فرسان الجاهلية كما قصر حديثه من قبل على كرام الجاهلية وملو كها ولم يتعرض بشىء من القول لفرسان العهود الإسلامية وكرمائها وخلفائها وساداتها . ومن ثم نتبين الى أى حد سيطرت النزعة الكلاسيكية على أبى العلاء فاستمد من الجاهلية وحدها الشخصيات والاحداث والاقاصيص. اما حديثه عن ملوك الفرس ال دون غيرهم من الأعاجم فربما صور لناشينا من ثقافة أبى العلاء ، وهى ثقافة متأثرة بنوع المصادر التى قرأها مشمولة بمسحة شرقية غالبة . وقد كان ال فى التاريخ اليو نانى والرومانى وفى قصة الاسكندر على وجه الخصوص مجال واسع لخيال المعرى وسجعه وهويتحدث عن جبروت الموت، ولسكنه آثر ان يغفل هذا الجانب لان تلك الاسماء والاحداث الغربية لم تكن تجرى فيى يسر على لسانه كما تجرى الاسماء المشرقية .
صفحه ۱۲