عوى ليروع البدرا ( 1 ) . . . وما كلب وإن نبحا
8 - ثم قال : ' أما قلة دينك فلما أظهرته من الطعن على الصحابة ، وتخطئتك ( 2 ) لهم وتسفيهك لآرائهم ' . قال علي : فقد كذب هذا ومضى جوابه وأنه هو الطاعن عليهم ، المخطئ لهم ، المسفه لآرائهم ، ببرهان لا إشكال فيه ؛ وأنه تارك لجميعهم إلا ما وافق تقليده ، فأي طعن على الصحابة ، رضي الله عنهم ، أعظم من هذا ! وأما تسفيهه لآرائهم ، فهو يعلم من نفسه ، وغيره يعلم منه ، أن رأيهم كلهم عنده في نصاب من لا يلتفت إليه ولا يعتد به في العلم ، إلا رأي من قلده دينه . فأي سفه أكثر من هذا وأي تخطئة لهم تفوقه ( 3 )
9 - ثم قال : ' وأما ضعف عقلك ، فلما ظننته بنفسك من انك قمت بإظهار الحق وبيانه ، وأنه قد صح لك منه ما لم يصح لصحابة نبيك ، صلى الله عليه وسلم ، ولا اهتدوا إليه ' . قال علي : فلو علم هذا المجنون الفاسق ، أن هذه صفته وصفة أمثاله لأعول على نفسه . فأول ذلك كذبه علينا أننا ندعي انه قد صح لنا من الحق ما [ لم ] يصح لصحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا اهتدوا إليه . وكيف هذا ولا نقول بغير السنن التي نقلوها إلينا ، وعرفوا بها ، ولا نتعداها . فكيف يصح لنا ما لم يصح لهم وليس عندنا شيء من الدين إلا من قبلهم ونقلهم فقد صح كذبه جهارا . وأما الصفة التي ذكر فصفته لأنه سلك تقليد مالك ، ولا يختلف اثنان أنه لم يكن قط في أصحابه ، رضي الله عنهم ، مقلد لأحد ، ولا موافق لجميع قول مالك حتى لا يحل عنه خلاف لشيء منها ، فقد صح يقينا أن هذا الجاهل ، كاتب تلك الصحيفة ، هو الذي يظن نفسه انه وقع من التقليد على علم غاب عن جميع الأمة ، فهو العديم العقل حقا ، نعوذ بالله من الخذلان ، ونسأله الهدى والتوفيق .
10 - ثم قال : ' وأنت إنما نبغت في آخر الزمان وفي ذنب الدنيا ، بعد البعد عن
صفحه ۱۲۳