د كتابه فى الصناعة الطبية٭ هذا الكتاب أيضا مقالة ولم يعنونه جالينوس الى المتعلمين لأن المنفعة فى قراءته ليست تخص المتعلمين دون المستكملين وذلك أن غرض جالينوس فيه أن يصف جميع جمل الطب بقول وجيز وذلك نافع للمتعلمين وللمستكملين أما المتعلم فكيما يسبق فيتصور فى وهمه جملة الطب كله على طريق الرسم ثم يعود بعد ذلك فى جزء جزء منه فيتعلم شرحه وتلخيصه والبراهين عليه من الكتب التى بالغ فيها فى الشرح وأما المستكمل فكيما يقوم له مقام التذكرة لجملة ما قد قرأه وعرفه بالكلام الطويل وأما المعلمون الذين كانوا يعلمون فى القديم الطب بالإسكندرية فنظموا هذا الكتاب بعد كتاب الفرق ثم من بعده فى النبض الى المتعلمين وبعده المقالتين فى مداواة الأمراض الى اغلوقن وجعلوها كأنها كتاب واحد ذو خمس مقالات وعنونوها عنوانا واحدا عاما الى المتعلمين∴ وقد كان ترجم هذه المقالة أعنى الصناعة الطبية عدة منهم سرجس الرأس عينى قبل ان يقوى فى الترجمة ومنهم ابن سهدا ومنهم أيوب الرهاوى وترجمته أنا بعد لدواد المتطبب وكان داود المتطبب هذا رجلا حسن الفهم حريصا على التعلم وكنت فى الوقت الذى ترجمته شابا من أبناء ثلثين سنة او نحوها وكانت قد التأمت لى عدة صالحة من العلم فى نفسى وفيما ملكته من الكتب ثم ترجمته الى العربية لأبى جعفر محمد بن موسى٭
[chapter 5]
ە كتابه فى النبض الى طوثرن والى سائر المتعلمين٭ هذا الكتاب مقالة واحدة وغرضه فيها أن يصف ما يحتاج المتعلم الى علمه من أمر النبض ويعدد أولا فيه أصناف النبض وليس يذكر فيه جميعها لكن ما يقوى المتعلمون على فهمه منها ثم يصف بعد الأسباب التى تغير النبض ما كان منها طبيعيا وما كان منها ليس بطبيعى وما كان خارجا عن الطبيعة وكان وضع جالينوس لهذه المقالة فى الوقت الذى وضع فيه كتابه فى الفرق∴ وقد كان ترجم هذه المقالة الى السريانية ابن سهدا ثم ترجمتها أنا لسلمويه من بعد ترجمتى لكتاب الصناعة وبحسب ما كان عليه سلمويه من الفهم الطبيعى ومن الدربة فى قراءة الكتب والعناية بها كان فضل حرصى على استقصاء تخلص جميع ما ترجمته له ثم ترجمتها بعد ذلك الى العربية لأبى جعفر محمد بن موسى مع كتاب الفرق وكتابه فى الصناعة٭
[chapter 6]
صفحه ۶