فالعبد هو على الخصوص خادم يعتبر كفرد من أفراد العائلة التي هو فيها، فهو أقرب إلى مولاه من الخادم عند أهل أوربا.
ولا يكاد الإنسان يجد عند المسلمين ذلك الحد الفاصل الذي يجعل بين السيد وبين عبده بونا عظيما، وفرقا جسيما، فليس الاسترقاق موجبا لشيء من الهوان والصغار، كما أن الرقيق ليس من الذين سقطوا عن درجة الاعتبار، وحل بهم العار، فلفظتهم الجمعية الإنسانية واعتبرتهم خارجين عن دائرتها، بل تجب معاملته بالرفق واللين، فقد ورد في الكتاب المبين:
وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل
11
وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا - أي متكبرا على الناس من أقاربه وأصحابه وجيرانه وغيرهم ولا) يلتفت إليهم) -
فخورا - أي يتفاخر عليهم بما أتاه الله. (سورة النساء 4 - آية 36).
ومن تأمل في الشريعة رأى فيها ما يدل على شدة الرغبة في تخفيف الحد والعقوبة التي تصيب الأرقاء، قال تعالى:
فإذا أحصن - أي: الفتيات المؤمنات -
فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب (سورة النساء 4 - آية 25).
12
صفحه نامشخص