وبرأسك يا سيدي أنك تعرف هذا الرجل كما أعرفه أنا على ما يبدو ، وقد أصبت كبد الحقيقة. إن سليم أغا هو ابن بجدتها والرجل المعد لهذا العمل. فهو عمل الحاجة يأكل الخبز معك باعتبارك ضيفا عنده وبعد أن يودعك بكلمات مثل «خوش أمدى وخدا حفيظ» يعمد إلى لف لحيته وتبديل لفته ويتنكر هو ورجاله بحيث لا تستطيع معرفتهم ثم يركب فيقطع الطريق عليك ويسلبك إلى حد العري ثم يتركك. إنه أشد الأوغاد شرا في كردستان وأكثر الأوباش فقدا للضمير ، إن هذا الرجل يا سيدي سلب النساء وتركهن عرايا هائمات في الصحراء.»
ثم سألته قائلا : «هل يعد هذا شيئا شائنا حتى في كردستان؟» فأجابني الدليل يقول : «إن هذا شائن عندنا بحيث إنني لا أعرف الكلمات المناسبة لوصفه. لكن سليم أغا هذا هو حيوان لا حياء له ولا شعور. فإن عنده تحت تصرفه حوالي أربعين أو خمسين خيالا ، يستخدمهم في قطع الطريق بحيث يتعذر على القوافل وزوار كربلاء القادمين من إيران المرور منه. وهو يجرد جميع من يقبض عليهم من كل ما يملكون.» فسألته : «ولكن ماذا يقول الپاشا في كل هذا؟ ألا يعتبر الأغا من خدام سموه؟» «على وجه التأكيد» أجاب عول خضر أغا «وأن الپاشا لا بد أن يحرق أباه إذا فعل مثل هذه الأشياء ، ولكن ماذا أقول يا سيدي؟ إن الپاشا عنده ما يكفي من المشاكل في بلده إننا لا نحتفظ بالحاكم في منصبه مدة تكفي لأن يصبح قويا بحيث يستطيع المحافظة على الهدوء التام والسكينة ، ولذلك لا يسعنا سوى أن نبذل جهدنا على كل حال. ولكن سليم أغا هذا أشد الأنذال خبثا ، ألم يرك ذراعه يا سيدي؟ إننا نقول هنا بأن ذلك كان عقوبة من الله جوزي بها على صنيعه الشائن». وبعد ذلك قلت له «حسنا ولكن رستم أغا الذي سنذهب إلى بيته هذه الليلة إن شاء الله ، أي نوع من الرجال يمكن أن يكون؟ هلا يفعل مثل ما يفعله سليم أغا ألا يسلبنا هو أيضا إذا تمكن من ذلك؟» فأجاب يقول «هناك شيء من هذا القبيل في الحقيقة يا سيدي. إنه رئيس قبيلة الزنكنة (1)، ولكنه ولله
صفحه ۵۳