وإسحاق بن مئير (1). والمدينة ثغر تجاري واسع على شاطئ البحر. ومنها كان الإبحار في سفينة إلى:-
جنوة (2)Genoa الفرضة البحرية الكبيرة. تبعد عن مرسيلية مسيرة أربعة أيام بحرا. وفي هذه المدينة يهوديان اثنان قدما إليها من سبتة، هما الفاضلان صموئيل بن خيلام وأخوه. ويستدير بالبلد سور حصين.
ولا يحكمه ملك بل شيوخ ينتدبهم الأهلون للقضاء. ولكل بيت من بيوتها برج. تدور رحى المعارك بين الأهلين من أعالي هذه الأبراج في أيام الفتن. والجنويون مسيطرون على البحار. يجوبونها بسفنهم الخاصة المسماة «غاليس (3)» ويقومون بأعمال القرصنة على الروم والمسلمين، فيعودون إلى جنوة بالأسلاب والغنائم الوفيرة. والحرب قائمة في هذه الأيام بين جنوة وبيزة. وهذه تبعد عنها مسيرة يومين:-
صفحه ۱۹۲