بها غربا وشرقا وجوفا وقبلة سيما بمحروسة مصر في الجامع الأزهر إذ قد اقبلوا على تلك التآليف إقبالا كليا تدريسا وبحثا وشرحا وتعليقا بالحواشي وتطريرا سيدي عبد الرحمن الأخضري نفعنا الله ببركاته وأفاض علينا من بحر أنواره رضي الله عنه وأنا سمعنا أنه هو الذي أظهر قبره بعلم التربيع وهو مقام عظيم والوفود تأتيه من المشرق والمغرب للزيارة وأما على قول بولايته فواضح لأن قبور الأولياء لا تكاد أن تخفى وكذا نص على رسالته الخفاجي على الشفاء فما أحسنها من زيارة وقد اجتمع فيها أكابر الفضلاء وأعظم الصلحاء وتلاقينا في تلك الزيارة مع أفاضل الزاب ونجبائه ولا شك أن أكثرهم مجاب الدعوة كالشيخ الفاضل الفقيه المدرس في مسائل المختصر للشيخ خليل بشرح القدوة صاحب الأنوار الشيخ التنائي مع حاشية الشيخ مصطفى سيدي محمد الشريف من بني جلال وأهله من الأشراف والسيد عبد الباقي والفضلاء من الطلبة والفقيه الأديب سيدي عبد الباري واجتمعنا أيضا بالزاهد في الدنيا المتخلي عنها رأسا سيدي المبروك وسيدي المبروك هو تلميذ الولي الصالح الورع الزاهد سيدي أحمد بن باباس (1) ونجليه سيدي المحفوظ وسيدي الطيب وسيدي المحفوظ كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم ويرى الله تعالى أيضا حسبما تراه في مرائيه وكان أخا لنا (2) نفعنا الله ببركاته أمين.
وقد كان سيدي المبروك رضي الله عنه حينئذ متبتلا منقطعا للعبادة وقد رأيته رضي الله تعالى عنه كأنه خارج من قبره تعلوه صفرة وقد ظهر أثر التراب على وجهه فبتنا عنده في قريته وتكرم علينا غاية ودعا لنا ولإخواننا ومن تعلق بنا فلما أردنا الانفصال صبيحة تلك الليلة ذهب عائدا لزيارته سيدي أحمد الطيب وكثير من الناس فلم أذهب أنا معهم قصدا مني أن لا أمنعه من العبادة في تلك العودة وما
صفحه ۱۵