186

تأليف مفيدة وأقام أربعين سنة لم يضحك ونحو خمسين سنة لم يحلف بالله يمينا وقال له ابن أخيه عند ما أملى وصيته أنسيت الكفارة فقال لو لا أني في الموت ما أخبرتك ما حلفت بالله منذ كذا وكذا محقا ولا مبطلا وما علمت أن علي يمينا أكفرها.

ومنهم الشيخ الصالح أبو محمد عبد الوهاب القيسي رحمه الله وقبره خارج المدينة بين شرق وشمال يزار وأهل البلد يعظمونه كثيرا وحكى لي جماعة منهم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام نحوا من أربعمائة مرة وانه كان يشاور النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر أموره فلا يفعل ما يفعل إلا بإشارته قالوا ولم يسمع منه هذا في حياته ولكنه وجد بعد موته مكتوبا عنده بتواريخه يذكر كل ليلة وما رأى فيها ثم أوقفني بعد ذلك بعض أهل البلد على جزء من هذه المرائي وذكر أنه نقلها من خطه فرأيت فيها غرائب من سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عما يفعله في جميع ما يعرض له من أموره وإشارة النبي صلى الله عليه وسلم بذلك بما يراه ودوام ذلك واستمراره في كل جزئية من جزئياته.

ومنهم الفقيه الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الأجذابي اللواتي الطرابلسي وقبره معظم يكثر الناس من زيارته والدعاء عنده وكان من أعلم زمانه بجميع العلوم كلاما وفقها ونحوا ولغة وعروضا ونظما ونثرا وله تآليف جليلة وأسئلة مفيدة في الفقه وغيره من جملة تآليفه كتابه المتداول المسمى بكفاية المتحفظ وكتابه في العروض وناهيك به حسنا وتهذيبا وهو نسختان كبرى وصغرى وكتابه في الرد على أبي حفص بن مكي في تثقيف اللسان وكتابه في شرح ما آخره ياء مشددة من الأسماء وبيان اعتلال هذه الياء استوفى فيه جميع أحكام هذه الياء على اختلاف أحوالها من تصغير وتكسير وغير ذلك ولما استوفى فيه ذلك استيفاء جمليا تعرض لشرح مقاطع الآي الواقعة في سورة مريم لاشتمالها على كثير

صفحه ۲۰۳