بإخماد ما تعلق بها من نار وعند الفيء عادوا للرمي إلى الضحى فلما قرب الزوال زحفوا إلى المرسى فعافهم من بالبرجين اللذين على البحر من المرابطين بهما البائعين أنفسهم من الله وقد لا يخلوان من حارس في السلم والحرب وردوهم على أعقابهم بما قذفوهم به من الكرى والمدافع حتى كسروا لهم صندلا صغيرا فنكصوا على أعقابهم وولوا أدبارهم ، وعانقوا أدبارهم ، والحمد لله رب العالمين فكثر اللغط والعويل بالبلد ، فجاء أهل الإسلام من كل وجهة مشاة وركبانا بعدد وعدد ، كل بحسب وسعه ، فاكفهرت وجوه الأبطال ، وكلحت شفاه الرجال ، وشمروا للنزال ، وتهيئوا للدفاع والقتال ، واحمرت الحدق ، فكسا الكفرة الفرق ، فارتحلوا إلى أبعد مكان فأبعدهم الله وأسحقهم ، وأذلهم وأقلقهم ، فكاد الإسلام يقتحم بأهله البحر إليهم وأشد الناس حنقا عليهم الحجيج فعملوا على النجاز ، والنصال والبراز ، ولو لا البحر لأراهم الله من أهل الإسلام ما يسوءهم فكتب كل وصيته وأعد الشهادة مغنما ، وفواتها مغرما ، كل يرجو أن تخرج الكفرة للبر واجتمعت آلاف مؤلفة من أهل الإسلام الأبطال من أهل الدفاع والقتال وما رد الكفرة من الخروج إلا ما رأوا من شدة الحزم وقوة العزم ، وأبلغ الغيظ من أهل الكفر والظلم ، حتى قالوا يكون بيننا وبينهم صلح على أن يدفع لهم المسلمون جميع ما عددهم من أسراهم وشرط عليهم المسلمون مثل ذلك والكفار على المسلمين يردوا لهم ما أخذوا منهم قبل ذلك الزمان في البحر في هدنة بينهم وقبل المسلمون لهم ذلك وقدره والله أعلم مائتا ألف ريال فرملية فحينئذ دخل الكفرة المدينة للتسوق وربما أغلظوا على بعض المسلمين في القول لتوعد أمير البلد من العثماني على من أساء على كافر ولو بكلمة بعقاب شديد وهو علج فأغرى ذلك الكفار على المسلمين فصبر أهل المدينة لذلك وأما المغاربة وجميع الحجيج فاغلظوا على الكفرة فاخشنوا لهم في القول وربما ضربوهم ولا ألقوا إليهم بالا إعزازا لدين الله وإعلاء لكلمة الله فرفع الكفرة ذلك لأمير البلد العلج
صفحه ۱۹۱